"تمرُّد" فى حزب "النور"

مفاجأة كبيرة حملتها لنا المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية، التى جرت فى 14 محافظة من محافظات الجمهورية على مدار يومى الأحد والاثنين 18 و19 أكتوبر الجارى، وأعلنت اللجنة العليا للانتخابات نتيجتها النهائية مساء أمس الأربعاء، والتى أسفرت عن خسارة حزب النور السلفى فى المنافسة على قائمة قطاع غرب الدلتا، بينما لم يكن من المتنافسين على قائمة قطاع شمال ووسط وجنوب الصعيد، أما على صعيد المنافسة على مقاعد الفردى، فقد خرج الحزب "صفر اليدين" تقريبًا، إذ فشل كثيرون من مرشّحيه فى حسم المعركة من الجولة الأولى، ولم ينجح فى العبور إلى مرحلة الإعادة سوى 26 مرشّحًا فقط منهم، وبينما تردّدت تصريحات وبيانات وتأكيدات عديدة على ألسنة قيادات وكوادر الحزب السلفى، لم يهتم أحد باستطلاع آراء المرجعية الفكرية والتنظيمية التى تقف وراء الحزب وتدعمه، والمتمثلة فى الدعوة السلفية بالإسكندرية، ونائبها الدكتور ياسر برهامى، والذى يُعد الأب الروحى للحزب والمشرف عليه، ولهذا كان لنا معه هذا الحوار.

"النور" يواجه مشكلة كبيرة بسبب غضب قواعده

فى البداية يقول الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، إن الحزب يواجه مشكلة داخلية كبيرة، بسبب غضب قواعد وشباب الدعوة السلفية والحزب، ورفضهم استكمال الحزب فى جولة الإعادة بالمرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية، ومطالبة القيادات بإعلان الانسحاب الفورى من الانتخابات البرلمانية، مؤكّدًا - فى تصريحات خاصة لـ "برلمانى" - أن القيادات لم تعد لديها القدرة على إقناع شباب الحزب وقواعده بسبب حالة الإحباط والغضب، وأنه شخصيًّا غير قادر على إقناع أبنائه بالمشاركة ودعم مرشّحى الحزب فى الإعادة باعتبار أن ما يحدث "مسرحية انتخابية".

وأضاف "برهامى": "إن 99% من الشباب معترضون على المشاركة فى جولة الإعادة، رغم مشاركتهم فى الجولة الأولى بقوة أمام اللجان، ولديهم اعتراض كبير على النزول فى جولة الإعادة، وأيضًا لديهم اعتراض على مشاركة الحزب فى المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية".

نائب رئيس الدعوة السلفية: تعرضنا لتعنت فى اللجان الانتخابية

وكشف الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، عن أن شباب ومندوبى الحزب السلفى تعرضوا للتعنّت فى اللجان الانتخابية، على حدّ قوله، وتم طرد معظم من لجان الفرز من جانب الموظفين وبعض القضاة، مشيرًا إلى إن الحزب لديه شك كبير فى أن الأمر أصبح فيه تلاعب كبير فى مسار العملية الانتخابية، موضّحًا أنه لم تُترك الحرية لمندوبى "النور" لمتابعة عمليات الفرز رغم أن لديهم توكيلات.

كما أكد "برهامى" فى السياق ذاته، أنه تم إلقاء القبض على 10 من أبناء الحزب فى محافظة قنا، بعد حادث إطلاق النار الذى حدث أمام إحدى اللجان فى "دشنا"، لافتًا إلى أنه لم يتم الإفراج عنهم حتى الآن، متّهمًا الأمن بإطلاق النار أمام إحدى اللجان، وليس أبناء الحزب، لافتًا إلى أن مرشح الحزب محمد جاب الله، والذى يخوض جولة الإعادة، أكد أنه سيعلن انسحابه من هذه الجولة مقابل الإفراج عن أبناء الحزب الذين تم القبض عليهم، وعن شباب الحزب الذين ألقى القبض عليهم فى محافظة المنيا، أوضح "برهامى" أنه تم الإفراج عنهم بكفالة قدرها 35 ألف جنيه، لافتًا إلى أنه تم جمعها لهم لأنهم لا يستطيعون دفعها.

برهامى: سحر طلعت مصطفى قدّمت رشاوى انتخابية أمام اللجان

وتابع الدكتور ياسر برهامى فى تصريحاته، مؤكّدًا أن اللجنة العليا للانتخابات ظلت صامتة بشأن ما حدث أمام اللجان، وقيام مرشحة "فى حب مصر"، سحر طلعت مصطفى، بإقامة الشوادر وصرف الرشاوى للناخبين قبل دخول اللجان الانتخابية، لافتا إلى أن ما يحدث سيؤدّى لتدمير البلد وليس حزب النور.

وعن اجتماع قيادات الحزب غدًا الخميس، قال برهامى: "إن الاجتماع سيناقش الانسحاب من جولة الإعادة أو الاستمرار"، مؤكّدًا أن الأمر سيكون شورى بين كل القيادات، لافتًا إلى أن الحزب يخوض جولة الإعادة على 26 مقعدًا، وأن فرصهم "تحت الصفر" بهذا الوضع القائم والذى تتم به العملية الانتخابية، موضّحًا أن شباب الحزب غاضبون جدًّا، وأن الأمر لم يصبح فى أيدى القيادات فقط.

وأشار "برهامى" إلى أن الحزب تقدم ببلاغات للنيابة ومراكز الشرطة، ضد ما حدث من انتهاكات ومخالفات أمام اللجان الانتخابية، مدعومة بإثباتات وتوثيق بالفيديو والصور.