الأحد، 28 أبريل 2024 03:19 م

الوثيقة تعبر عن مبادرة مجتمعية لتفعيل الدستور بشكل فورى.. وتفكك لغم مادة سحب الثقة من الرئيس.. وترسم الطريق لتحقيق أهداف ثورة يناير.. وتؤكد على حقوق الفلاحين والصيادين وأصحاب المعاشات

انفراد.. نص وثيقة تفعيل الدستور

 انفراد.. نص وثيقة تفعيل الدستور انفراد.. نص وثيقة تفعيل الدستور
الأربعاء، 17 فبراير 2016 11:42 ص
كتب مصطفى عبد التواب
ينفرد موقع "برلمانى" بنشر النص الكامل لوثيقة "تفعيل الدستور وحماية مكتسباته"، والتى انتهى منها عدد من الشخصيات السياسية والعامة والمقرر الإعلان عنها رسميًا خلال مؤتمر صحفى يوم 23 من الشهر الجارى بأحد فنادق الجيزة بحضور شخصيات سياسية بارزة على رأسهم الدكتور أحمد البرعى وعدد من قيادات التيار الديمقراطى، علاوة على الدكتور على السلمى، بالإضافة إلى جورج إسحاق، وكمال عباس، وعصام الإسلامبولى، وحسن نافعة، ووحيد عبد المجيد، ثم تقديمها للبرلمان والرئاسة وعدد من النقابات.

وحيد-عبد-المجيد

وتتضمن الوثيقة مقدمة تؤكد على أن المصريين لم يجنوا ثمار الدستور الذى ثمنه من دمائهم، مؤكدين أن هذه الوثيقة تعبر عن مبادرة مجتمعية تنطلق من إيمان بأن المصلحة الوطنية تفرض تفعيل الدستور بشكل فورى، ووضع أى تحفظات على أى من مواده جانبًا.

وتؤكد الوثيقة على أن تفعيل الدستور سينقل مصر إلى ما نتمناه وهو أن تكون دولة مدنية ديمقراطية حديثة تحقق أهداف الشعب المصرى فى العدالة الاجتماعية والحرية والكرامة الإنسانية، مؤكدين أنه من الطبيعى أن يكون هناك تحفظات على أى دستور وأن من كتبوا هذه الوثيقة لديهم بعض هذه التحفظات لكنهم يؤمنون بأنها لا ينبغى أن تعوق تفعيل الدستور حتى لا يفقد الشعب الثقة فى جدوى أى عمل يشارك فيه.

جورج-إسحاق

وأشارت الوثيقة إلى أن تميز هذا الدستور والتمسك بتفعيله يعود إلى أسباب عديدة من بينها أنه قائم على مبدأ الإلزام فى كثير من نصوصه المتعلقة بحقوق المصريين الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ويعتمد فى نصوصه على عبارة "تلتزم الدولة" على عكس الدستاتير السابقة التى استخدمت عبارة " تكفل الدولة"، ويلزم الدستور المُشرع بإقامة مؤسسات اجتماعية واقتصادية ورقابية جديدة تشتد الحاجة إليها وهو ما يتطلب تفعيل الدستور بإصدار قوانين تقام على أساسها هذه المؤسسات، كما يتضمن الدستور حقوقًا جديدة للشعب وحماية للفئات الاجتماعية الأضعف فى هذا المجمتع.

وأكدت الوثيقة أن الدستور أقر مجموعة من الحقوق لم يسبق لدستور مصرى أن أقرها وعلى الأخص فى مجال الحقوق الاقتصادية والاجتماعية التى طال انتظار الطبقات الضعيفة لها، والتى تعكس بلا جدال مبادئ ثورة 25 يناير المجيدة وعلى الأخص العدالة الاجتماعية، وهو الأمر الذى استندت فيه الوثيقة على المادة 8 و 9 فى كيفية حماية الدستور للفئات الضعيفة والفقيرة.

عصام-الإسلامبولى

وشددت الوثيقة على حقوق مجموعة من الفئات فى مقدمتهم العمال وذلك بالمادة 13، التى حظرت الفصل التعسفى ومادة 15، التى أتاحت الحق فى الإضراب السلمى ومادة 76، التى كفلت إنشاء النقابات على أساس ديمقراطى علاوة على حماية الدستور للعمالة غير المنتظمة، مؤكدين أن الفلاحين كانوا من الفئات التى حمى حقوقهم الدستور، وتحديدًا فى المادة 29 التى ألزمت الدولة بتوفير مستلزمات الإنتاج الزراعى والحيوانى وشراء المحاصيل الزراعية الأساسية، ومادة 17 والتى أعطت الفلاحين الحق فى التأمين الصحى.

وتابعت الوثيقة: "أعطى الدستور حقوقا للصيادين فى المادة 30 والتى ألزمت الدولة بحماية الثروة السمكية ومادة 17 والتى نصت على حق المصريين فى معاش مناسب، كما شمل الدستور حقوق أصحاب المعاشات فى المادة 17 والتى نصت لأول مرة على أن أموال التأمينات "أموال خاصة" وضرورة استثمارها استثمارًا آمنًا وباسطة هيئة مستقلة، علاوة أن الدستور أعطى حقوقًا لذوى الإعاقة وأصحاب الاحتياجات الخاصة، فى المادة 81، التى ألزمت الدولة بضمان حقوق ذوى الإعاقة والأقزام، صحيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا وترفيهيًا وتعليميًا. وأوضحت الوثيقة أن الدستور أعطى حقوقًا للمرأة فى المادة 11، التى تلزم الدولة بحماية المرأة ضد كل أشكال العنف وضمان تحقيق المساواة فى جميع الحقوق بين الرجل والمرأة، وهو ما تم الاستفاضة فيه بالمادة 53 فى مهمة المفوضية المستقلة لمكافحة التميز، علاوة على إعطاء الدستور حقوقًا لفئة الشباب فى المادة 180 الخاصة بانتخاب المجالس المحلية والتى تخصص ربع عدد المقاعد للشباب دون 35 سنة.

حسن-نافعة

ووفقا للوثيقة فإنه بالإضافة إلى هذه الفئات التى حرص الدستور على بسط حماية خاصة بهم، تتناسب مع أوضاعهم فإن "دستورنا" حرص كذلك على التأكيد على أهمية "التنمية البشرية" فأخص الخدمات التى يتوقف على كفاءتها مستقبل مصر وعلى الأخص التعليم والصحة، ففى التعليم جعلت المادة 19 التعليم إلزاميًا حتى نهاية المرحلة الثانوية أو ما يعادلها، وفى المادة 19 والمادة 21 خصص 6% من الناتج القومى للتعليم فى مختلف المراحل بالإضافة إلى 1% للبحث العلمى بالمادة 23، وفى مجال الرعاية الصحية، ألزمت المادة 18 الدولة بتخصيص نسبة لا تقل عن 3% من الناتج القومى وتتصاعد هذه النسبة تدريجيًا، وفى المادة 18 أيضًا ألزم الدستور الدولة بإقامة نظام تأمين صحى شامل لجميع المصريين مع حظر الامتناع عن تقديم العلاج بأشكاله المختلفة لكل إنسان فى حالات الطوارئ والخطر على الحياة.

وفى الشق الثالث من الوثيقة كثفت جبهة تفعيل الدستور عملها على فك الاشتباك الخاص بالعلاقة بين السلطات، مؤكدين أن الدستور الحالى يتضمن منظومة متكاملة للحقوق والحريات السياسية والمدنية، توفر ضمانات تفصيلية لما أجمله فى المادة الخامسة على صعيد المادة الخامسة والتى اكدت على التعددية واحترام حقوق الإنسان والحريات لكون هذا هو الاساس الذى يقوم عليه نظام جمهورى ديمقراطى نصت عليه المادة الأولى والسبيل للتداول السلمى للسلطة وتوازن السلطات.

وأكدت الوثيقة أن الدستور حرر حق تأسيس الأحزاب والجمعيات من قيود التأسيس والممارسة بالمادتين 74 و 75، وتحرير حق التعبير السلمى من القيود بالمادة 73 وتنظيم حق الإضراب السلمى بالمادة 15، واعتبار التعذيب وكل اعتداء على الحرية الشخصية جريمة لا تسقط بالتقادم بالمادتين 52 و99 تأكيدًا لما تنص عليه المادة 51 وهو أن الكرامة حق لكل إنسان، علاوة على إلزام الدولة بتوفير المعلومات وإتاحتها للمواطنين وفقًا للمادة 18 من الدستور وتوفير ضمانات جديدة لحرية التعبير ومنع دعاوى الحسبة وإتاحة حرية إصدار الصحف بمجرد الإخطار وحظر فرض رقابة على الصحف ووسائل الإعلام أو مصادرتها وفقًا للمواد 66 و67 و70 و71.

وأوضحت الوثيقة أن الدستور يسعى لتحقيق قدر معقول من التوازن بين السلطتين التنفذية والتشريعية وضمان استقلال السلطة القضائية، وشددت الوثيقة على تفنيد الحجج المطالبة بتعديل الدستور على أساس أن صلاحيات الرئيس منقوصة بداخله، مؤكدين على أن الدستور يرجح كفة السلطة التنفذية على البرلمان ويجب أن تقرأ مواد الدستور كوحدة واحدة ولا تجتزأ مادة من السياق العام للدستور.

وتابعت الوثيقة أن الدستور فى صياغته الحالية جعل الرئيس هو الصانع الرئيسى للسياسات العامة فى مختلف المجالات وليس فقط مجالات الشئون الخارجية والأمن القومى والدفاع التى يختص بها شكل كامل تقريبًا، مشددين على أن صلاحيات الرئيس تفوق أقصى ما يمكن أن تصل إليه الحكومة، حيث إنه منفرد أى السلطة التنفذية مجسدة فيه بما تتضمنه المادة 139 هو من يرعى مصالح الشعب ويحافظ على استقلال الوطن ووحدة أراضيه وسلامتها، وهو من يصنع السياسات العامة للدولة ويشرك فى ذلك الحكومة وفقا للمادة 150، علاوة على تقديم خطابه أمام البرلمان على خطاب الحكومة بما يعنى أن الحكومة فى المرتبة الثانية، كما يعين الموظفين المدنيين والعسكريين والمدنيين وفقا للمادة 153 دون مشاركة من أحد وبلا أى دور لمجلس النواب.

أحمد-البرعى

وشددت الوثيقة على أن رئيس الجمهورية يظل فى وضع أقوى من البرلمان حتى إذا حاولت أغلبية فيه أن تقترح سحب الثقة منه طالما أن لهذا الرئيس شعبية تنعكس فى الاستفتاء الشعبى الذى يوجب الدستور إجراءه فى حالة موافقة ثلثى أعضائه، ويعنى ذلك أن البرلمان لا يسحب الثقة من الرئيس بل يقترح والقرار النهائى للشعب المصرى، مشددين على أن هذا لن يحدث إلا فى حالات نادرة وهى وجود غضب شعبى عارم وواضح تماما ينذر بثورة واسعة كما حدث فى نهاية عهد مبارك وبعد شهور من تولى مرسى الرئاسة، مؤكدين أن البرلمان عندما يخطو هذه الخطوة فإنه يغامر بعمره لأنه حال رفض الاقتراح فإنه يُعد منحلاً، كما كفلت المادة 137 للرئيس الحق فى طرح استفتاء شعبى على حل البرلمان إذا ما ارتأت أن هناك إساءة لاستخدام المادة 147 أو فى أى حالة بما يضمن للرئيس نفس الحق وإعطاءه ميزة أكبر أنه فى حالة رفض الشعب حل البرلمان لا يكلفه ذلك أى شىء على عكس البرلمان.


الأكثر قراءة



print