الثلاثاء، 23 أبريل 2024 07:43 ص

هيثم الحريرى فى حوار نارى لـ"برلمانى": السياسات التى ثرنا عليها فى 25 يناير مازالت تحكمنا.. الداخلية تتستر خلف "مواجهة الإرهاب" لممارسة العنف.. وأبناء ثورة يناير سيصلون إلى الحكم خلال 15 عامًا

الحريرى: "النظام" لا يرغب فى التغيير

الحريرى: "النظام" لا يرغب فى التغيير الحريرى: النظام لا يرغب فى التغيير
الثلاثاء، 26 يناير 2016 12:36 م
حوار مصطفى عبد التواب
قال النائب هيثم الحريرى، إنه لا يمكن القول بالنظر للوضع الحالى، أن ثورة الخامس والعشرين من يناير، لم تنجح فى تحقيق كل أهدافها لكنها لم تفشل أيضًا، مؤكدًا أن التغيير لن يحدث فى الوقت الحالى لأن السلطة الحالية لا تريد إحداث تغير شامل، وكان من الممكن إحداث بعض الإصلاحات بالضغط السلمى، مشددًا فى حوار لـ"برلمانى"، أن ثوار يناير عليهم تعلم المزيد من الخبرات استعدادًا للوصول إلى الحكم خلال 15 عامًا القادمين.

هيثم-الحريري بالمجلس

وإلى نص الحوار:


بعد مرور 5 سنوات على ثورة 25 يناير أين ترى الثورة الآن؟


الثورات لا يحكم عليها بعد سنة أو سنتين أو حتى 5 سنين، "إحنا هناخد وقت طويل حتى نحكم إذا كانت الثورة قد نجحت أم لا"، ففى الوقت الذى نعيش فيه نرى أن الثورة لم تبارح مكانها وأن نفس السياسات التى ثرنا على مبارك بسببها موجودة، وعدد كبير من الوجوه القديمة تعود إلى مكانها فى الدولة ووزارة الداخلية تعود إلى ممارستها القديمة بشكل أكثر بطشًا، فى ظل إرهاب نرفضه وندينه، إلا أن الداخلية تتستر خلف "مواجهة الإرهاب" لممارسة العنف الممنهج، لكن فى النهاية "منقدرش نقول أن ما حصلش ثورة"، لأن ثقافة المواطن البسيط بدأت فى التغيير وبدأنا نرى اهتمامه بالسياسة والشأن العام، خاصة الشباب.

مبارك

فهناك دلالات نسبية بسيطة لا يمكن أن تؤكد أن الثورة نجحت لكنها تؤكد أن الثورة لم تفشل.

هيثم-الحريرى4

البعض يرى أن مصر تحتاج إلى موجة جديدة من الثورة فهل تتفق مع هذه الرؤية؟


الثورة يقوم بها الشعب تحدث دون ترتيب أو دعوات، لا يمكن لأحد أن يتنبأ بالثورة، 30 يونيو هى الاستثناء الوحيد لأن المواطنين كان لديهم رغبة فى إسقاط النظام الإخوانى، ومؤسسات داخل الدولة شاركت بدورها فى هذا، فبالتالى 30 يونيو هى الموجة الوحيدة التى خطط لها باليوم وبالساعة، ما عدا ذلك "مقدرش" أقول إحنا سنقوم بثورة أخرى أم لا، لأن الأسباب التى أدت إلى قيام ثورة يناير موجودة لكن الشعب له وجهة نظر أخرى بعدما تم إنهاكه على مدار 5 سنوات، ويستشعر حالة من اليأس والإحباط، ويحمل الثورة مسؤوليتها ومسؤولية كل ما وصلنا إليه من إرهاب وبلطجة وتدهور فى الأوضاع الاقتصادية، لذلك لا يرغب فى الخروج فى أى عمل ثورى أملًا فى أن تتحسن الأوضاع.

هيثم-الحريرى3

ما المؤسسات التى مازالت تحتاج إلى إصلاح داخل الدولة؟


مازلت أرى أن جميع المؤسسات لم يتم اتخاذ أى قرار سياسى بإصلاحها حتى الآن فجميع مؤسسات الدولة تحتاج إلى التغيير.

هيثم-الحريرى2

هل ترى التغيير داخل مؤسسات الدولة قريب؟


فى الوقت الحالى لن يحدث تغيير، لأن الإرادة السياسية لإحداث التغيير غير موجودة، خاصة لدى رئيس الجمهورية فربما يحدث إصلاح لكن التغيير بمعنى كلمة التغيير الشامل لن يحدث، لأن النظام لا يرغب فى تغيير حقيقى، وربما بمزيد من الضغط السلمى يجبر النظام على إحداث إصلاح فى بعض المؤسسات.

بصفتك نائب عن الشعب ما القضايا التى تدفع للتغيير وستتبناها على مدار الخمس سنوات؟


قضيتى فى مجلس النواب هى تحقيق العدالة الاجتماعية وتفعيلتها فى جميع التشريعات والقوانين، فلو نجحنا أن نجعل العدالة الاجتماعية جزء رئيسى فى فلسفة التشريعات التى ستخرج من المجلس على مدار الخمس سنوات، فسيكون مكسبًا كبيرًا وعلى مستوى خاص فى مجالى الصحة والتعليم، لأننى لا أرى رغبة أو توجهًا حقيقيًا من الدولة فى إصلاح هذين المجالين، وما يتم صرفه بهم هو إهدار لأموال المصريين لأن مستواهم الحالى يعنى ببساطة أننا ليس لدينا تعليمًا وليس لدينا صحة.

الحريرى النظام لا يرغب فى التغيير (2)

بعض المنتمين إلى القوى الديمقراطية يقولون عن البرلمان الذى أنت جزء منه إنه برلمانًا للثورة المضادة فما رأيك


يجب أن نفرق بين عدد من الأمور.. الأول هل البرلمان الحالى به أشخاص يعادون ثورة يناير؟ "نعم هذا حقيقى"، الثانى، هل البرلمان يمثل ثورة يناير و30 يونيو معًا، الإجابة هى "لا" ربما هو أقرب لتمثيل 30 يونيو، ولا يمثل 25 يناير من ناحية الأهداف والإيمان بالثورة نفسها، لكن هل كنا ننتظر أن يحدث التغير فى 18 يومًا؟، أو أن تنجح الثورة فى خمس سنوات فقط؟ بالتأكيد لا، لأن العملية الديمقراطية هى عملية تراكمية المكسب بها بالنقاط وليس بها ضربة قاضية، وفكرة أننا لا نشارك لأن هناك ما نرفضه قوانين انتخابية ظالمة وغيرها، شكل من أشكال السذاجة السياسية، عدم مشاركة كل المحسوبين على الثورة يعنى تكوين برلمان يسعى لوأد العملية السياسية برمتها، فيجب على أصحاب هذا الرأى معرفة أن البديل ليس الانعزال عن النظام، وأن البديل الحقيقى هو الاشتباك والتواجد وسط المواطنين والتواصل معهم والتعبير لهم عن رأيك ويقيم مع الوقت، لكن التعالى والترفع لأن قواعد اللعبة لا تعجبنى، ليس رد الفعل الأمثل ورد الفعل الأمثل فى الوضع الحالى بالهجوم والمشاركة وليس بالانسحاب من المعارك.

ما الأخطاء التى وقع فيها الثوار على مدار الخمس سنوات والتى أدت بهم إلى النتائج الحالية؟


الثوار خدعوا ولم يفطنوا إلى الخدعة، والخدعة فى الأساس بدأت يوم 11 فبراير، عندما تم ترك الثورة للمجلس العسكرى، لكننا لم نكن نملك الخبرة الثورية لقراءة الأحداث، وبالتالى انتقلنا من خدعة لخدعة لخدعة، علاوة على أننا لم نكن نملك تنظيم قوى ولا مال، وبالتالى فالثوار هم الطرف الأضعف فى المعادلة، والنتيجة التى وصلوا لها هى نتيجة طبيعية خاصة أننا طوال الوقت كنا نترفع عن وجود رأس للثورة.

ثورة-25-يناير

ما الذى استفاده ثوار يناير على مدار السنوات الخمس الماضية؟


فقد يكون مكسبًا للثوار أنهم لم يصلوا للحكم، لأنهم لم يمتلكوا الخبرة الكافية، والآن، هم يكتسبون الخبرة، ويستفيدون من الوقت الذى مر بمزيد من فضح رجال الحزب الوطنى، ورجال جماعة الإخوان الإرهابية، وفى النهاية أصبح أمام المواطن أن الوحيدين الذين لم يصلوا للحكم هم ثوار يناير، فبالتالى هم الآن، يحتاجون لاكتساب الخبرات الكافية والمهارات السياسية والإدارية، حتى يكونوا قادرين على الإدارة عندما نصل إلى الحكم خلال العشر أو الخمسة عشر عامًا القادمين، ونكون عند حسن ظن المواطنين بشكل كامل.

مرسى

هل جماعة الإخوان المسلمين تمثل عائقًا أمام تحقيق أهداف الثورة؟


ممارسات جماعة الإخوان منذ 24 يناير وحتى الآن، هى المسؤول الرئيسى فى ضياع 25 يناير وضياع 30 يونيو.

فى رسائل مقتضبة ما الذى ممكن أن تقوله للثوار؟


الثورة وسيلة وليس غاية.. وهناك لحظات نحتاج إلى الثورة ولحظات نحتاج إلى السياسة.

رسالة لمن يقول إن 25 يناير مؤامرة كبرى ؟


25 يناير ثورة شعبية عظيمة بإرادة شعبية شاء من شاء وأبى من أبى.

الحريرى النظام لا يرغب فى التغيير

رسالة لأرواح الشهداء وكل من دفع أثمانًا فى هذه الثورة؟


نتمنى أن نستحق كل قطرة دم سالت لأجل حياة أفضل، ونتمنى أن نحقق كل المطالب التى استشهدتم من أجلها، ونستحق الأثمان التى دفعت حتى الآن.


print