ظهر الـ"توك توك" فى مصر وانتشر فى عدة محافظات خلال عام 2005، وخلال ال13 عامًا التالية لظهوره أصبح أحد من وسائل المواصلات الرئيسية، خاصة بعدما تعامل معه الشباب على أنه حل جذري لمشكلة البطالة، وأصبح منذ ذلك الوقت يجوب الشوارع والطرقات غير مبالً بقواعد المرور وآدابها، وزاد ذلك من ذلك كم الجرائم التى ارتبطت به سواء نفذها قائديه أونفذت ضدهم لسرقته، وأصبح بابًا مفتوحًا للإجرام نزف على عجلاته دماء العديد من الأبرياء.
سائقو الـ"توك توك" يروون لـ"برلمانى" المخاطر التى يتعرضون لها ويطالبون بحل
وقال "محمود عطية" سائق "توك توك" فى الـ23 من عمره من سكان مدينة السادس من أكتوبر، قال إن المخاطر التى تهدد سائقى الـ"توك توك" قلت عن فترة ما بعد ثورتى 25 يناير و 30 يونيو؛ إلا أنها لم تنته، وأن المشكلة الرئيسية التى يواجهونها هو عدم وجود ترخيص للمركبة من أجل العمل بطريقة شرعية تحفظ حقوقهم وتمنع سرقة المركبات نظرًا لأنه فى حالة الترخيص سيكون من الصعب على السارق التخلص من المركبة ببيعها وسيسهل من عملية القبض عليه.
فيما روى "محمد عشماوى" 45 عامًا لـ"برلمانى"، تفاصيل محاولة سرقة كان قد تعرض لها منذ أكثر من عامين، قائلًا:" كنت عائدًا من العمل إلى المنزل فى ساعة متأخرة من الليل، وفور وصولى إلى الحى السادس بالمدينة استوقفنى 3 شباب بهدف إيصالهم لداخل الحى، فوافق رغم ارتيابى فى شكلهم، وفوجئت بهم فى منتصف الطريق يخرج أحدهم مطواة من ملابسه ويشهرها فى وجهى راغبًا فى سرقة الـ"توك توك" بعدما قيد الأثنين الأخرين حركتى.
وتابع "أبو يوسف" وهو الاسم المشهور به وسط السائقين أنه حاول مقاومة الجناة فضربه أحدهم فى وجهه وحاولوا اخراجه من الـ"توك توك" عنوة، فى ذلك الوقت كان عدد من المواطنين مارين مصادفًة، فاستنجد بهم فهرولوا نحوه وما أن رآهم الجناة حتى تركوه وفروا هاربين، وفوجئ بعدها بإصابته بجرح سطحى فى يده اليسرى وتوجه إلى المستشفى وتم إسعافه، وحرر محضر بالواقعة، وبعد فترة تمكنت أجهزة الأمن من القبض عليهم وتعرف على هويتهم.
والدة "ضحية لقمة العيش بامبابة:"مش عايزين الشباب يشتغلوا عايزينهم يعيشوا"
الـ"توك توك" مشاكله كبيرة بس هنعمل إيه هو مصدر أكل عيشنا، هكذا بدأ "أحمد على" 28 عامًا سائق، وصديق "محمود طه" سائق الـ"توك توك" الذى قتل فى حادث سرقة بـأوسيم الشهر الجارى، مضيفًا:"مخاطر الـ"توك توك" كتير سواء الحوادث إلى بنتعرض ليها نتيجة عدم اتزانه، وتحميله بأكثر من طاقته فى بعض الأحيان، أو لأنه مطمع للمجرمين والبلطجية الذين يعتقدون أن سرقته سهلة لأنه من الصعب اكتشافها، ولذلك تكررت تلك الحوادث.
فيما قالت والدة الطفل "محمود" (ضحية لقمة العيش) بمنطقة إمبابة، أن الـ"توك توك" أصبح خطرا يهدد الشباب والأطفال، ولابد من وضع حد للمجرمين الذين يغتالون أحلامهم، فلا يمر يوم أو الثانى وتقع جريمة قتل يكون الضحية فيها سائق "توك توك"، أو المتهم فيها سائق "توك توك"، متابعًة:"مش عايزين الشباب يشتغلوا عايزينهم يعيشوا".
إحصائية: 99 ألف"توك توك" مرخص خلال عام 2016
كشف تقرير حديث صادر فى مارس الماضى عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، أن إجمالى عدد المركبات المرخصة والموجودة فى الحركة بشوارع مصر حتى نهاية عام 2016، بلغ نحو 9.351 مليون مركبة ما بين سيارات ملاكى وأجرة وأتوبيسات وسيارات نقل وموتوسيكلات، فيما قدر عدد الـ"تكاتك" المرخصة فقط من جملة هذه المركبات بلغ 99 ألف "توك توك"، ووفقًا لما أكدت نجلاء سامى نقيب سائقى الدرجات البخارية والتوك توك فى تصريحات سابقة لها، فأن عدد الـ"تكاتك" وصل إلى نحو 3 ملايين "توك توك".
خبير أمنى: بعض سائقى الـ"توك توك" مجرمين وبعضهم ضحايا
وقال اللواء عبد الرحيم سيد الخبير الأمنى إن سائقى الـ"توك توك" بعضهم مجرمين ومسجلين خطر لا يجدون عمل نتيجة لسجلهم الإجرامى فيلجؤون إلى الـ"توك توك" وبعضهم ضحايا يسعون خلف رزقهم من أجل كسب المال الحلال.
وأضاف أن حل الأزمة يبدأ من خلال ترخيصه وتقنين أوضاعه، فطالما دخل الـ"توك توك" إلى مصر بطرق شرعية وتم دفع الجمارك الخاصة به، والموافقة على دخوله البلاد، فوجوده داخل البلاد شرعى، ولابد من ترخيصه من أجل حماية المجتمع من المشاكل الكثيرة التى يتسببها سواء المشاكل المرورية أو الجرائم الجنائية التى يتسبب فيها.
وتابع "سيد" فى تصريحات لـ"برلمانى":"ترخيص الـ"توك توك"، ووضع نمر خاصة لكل مركبة ورخصة قيادة خاصة بالسائق سيمنع الجرائم التى تحدث بسببه على الأقل بنسبة 50 % وسترتفع تلك النسبة تدريجيًا مع التشديدات المرورية ووضع مسارات وخطوط سير للمركبات لا يمكن تجاوزها كما هو معمول مع السيارات، وسيمنع البلطجية والمسجلين الخطر من قيادتها، وسيكون مصدر رزق لمن يسعى للرزق فعلًا".
وأضاف :"ترخيص الـ"توك توك" سيحقق مكاسب عديدة سواء للسائقين من خلال عملهم بطرق شرعية، وحمايتهم أمنيًا، أو للركاب من خلال لهوية السائق والتأكد من خضوعه للقواعد القانونية المنظمة للعمل، فضلًا عن المكاسب المالية التى ستحققها الدولة من خلال اصدار التراخيص وتجديدها، والغرامات الموقعة على المخالفين للقواعد المرورية".
خبير قانونى:"الحل يكمن فى ترخيصه أو منعه استيراده ومصادرته"
وقال شعبان سعيد المحامى والخبير القانونى، أن أزمة الـ"توك توك" الحقيقية تكمن فى عدم تقنين اوضاعه من قبل الجهات المختصة، وأضاف:"هناك طريقان ثالث لها الأول معاملة الـ"توك توك" معاملة شرعية بإصدار تراخيص له ولقائديه، ليعمل تحت مظلة القانون، وتخصيص لوحات معدنية وأرقام لكل مركبة، وحينها سيكون على قائده الالتزام مروريًا وسلوكيًا، لأنه سيكون خاضع لرقابة أمنية ومرورية دائمة، تحول دون وقوع الجرائم التى حدثت فى الماضى".
وأضاف :"الطريق الثانى، هو منع الـ"توك توك" بشكل كامل، وهنا على الدولة أن توقف استيراده أو تجميعه محليًا ومصادرة المركبات المخالفة فى الطرقات والشوارع بمختلف المحافظات، ويتم إغلاق تلك الصفحة نهائيًا، فالجرائم التى ترتكب ويكون الـ"توك توك" عنصر رئيسى فيها يتم التعامل معها بنصوص مواد قانون العقوبات الطبيعية، ولا يوجد تغليظ على تلك الجرائم وفقًا لقيدها ووصفها".