فاطمة ناعوت: إحنا محتاجين نتربّى

المتابع للساحة الصحفية والثقافية وصفحات الصحف وأعمدة ومقالات الرأى، والمواظب على متابعة برامج "التوك شو" على شاشات الفضائيات المختلفة، وكثيرون من جمهور مواقع التواصل الاجتماعى، يعرفون فاطمة ناعوت بالتأكيد، الشاعرة والمترجمة والكاتبة الصحفية، وفوق كل هذا المرشحة الخاسرة فى انتخابات مجلس النواب 2015 بدائرة مصر الجديدة والنزهة، والتى دائمًا - وطوال السنوات الأخيرة - كانت حاضرة بشكل مختلف وساخن، فهى شخصية صاحبة رأى مختلف، ومثيرة للجدل بآرائها ومواقفها فيما يخص الجوانب السياسية والاجتماعية والثقافية والدينية، ورغم خسارتها للسباق الانتخابى إلا أنها ما زالت داخل مركز الصورة، وتأبى الخروج العادى الذى يُفرض على الخاسرين فى المعارك الانتخابية، فما زالت حاضرة بحدّتها ووضوحها وإثارتها للجدل، وأحدث صور وآيات هذا الحضور ما فجّرته من موضوعات وقضايا ساخنة، وما قالته من آراء وتصريحات، فى حلقة برنامج "آخر النهار"، مع الإعلامى عادل حمودة، على شاشة قناة النهار، مساء أمس الأحد، إذ قالت الكاتبة الصحفية فاطمة ناعوت إن الشعب لم يفِ بعهده للرئيس عبد الفتاح السيسى بالعمل والاستيقاظ فى السادسة صباحًا، مضيفة: "إحنا محتاجين توعية كتيرة، ومحتاجين نتربى كشعب كويس".


الرئيس عبد الفتاح السيسى


الكاتبة الصحفية فاطمة ناعوت

الشعب اعتاد على الحكومة فى إنجاز كل شىء

وأوضحت الكاتبة الصحفية فاطمة ناعوت، فى حواره مع الإعلامى عادل حمودة بحاقة برنامج "آخر النهار" المذاع عبر فضائية "النهار"، مساء الأحد، أن "الشعب المصرى اعتاد على الحكومة فى إنجاز كل شىء، ولهذا تعود أغلب المصريين على أن الحكومة هى اللى بتأكلنا وتشرّبنا وتجوّزنا، وتشيل القمامة بتاعتنا، ونحن بحاجة للتخلص من فكرة الطفل المعاق اللى مستنّى حدّ يشيله وينضّف له، وإحنا محتاجين توعية كتيرة، ومحتاجين نتربّى كويس كشعب".

واعتبرت الكاتبة الصحفية فاطمة ناعوت فى حديثها خلال الحلقة، أن البرلمان الحالى لا يمثّل برلمانًا حقيقًا، ولكنه "ما قبل البرلمان"، لافتة إلى أنها ترشّحت فى الانتخابات البرلمانية بهدف تعطيل السلفيين وحزب النور، وخوفها من استحواذهم على مجلس النواب المقبل.

فاطمة ناعوت: أنا دخلت الانتخابات عشان أعطّل السفليين

وعن سبب خوضها للتجربة ومنافستها على مقعد البرلمان بدائرة مصر الجديدة والنزهة، قالت الكاتبة الصحفية فاطمة ناعوت: "أنا دخلت الانتخابات عشان أعطل السفليين وحزب النور، وخوفًا من استحواذهم على مقاعد البرلمان وصدامهم مع الدستور"، معتبرة أن مصر ما زالت تعمل بدستور 1971، وأن الدستور الحالى "وليد وهشّ" ولم يُطبّق بعد.

وأضافت الكاتبة الصحفية والمرشحة الخاسرة بدائرة مصر الجديدة، أنها لا تراهن كثيرًا على البرلمان الحالى، فى ظل حالة السيولة السياسية فى مصر بعد ثورتى يناير ويونيو، وفى ظل خلط المصطلحات، وعدم إدراك الناس لمصطلحات "المستقل والكتل والأحزاب والائتلافات".

مرشحة مصر الجديدة: بيع الأصوات الانتخابية "دعارة"

وفى السياق ذاته، هاجمت الكاتبة الصحفية فاطمة ناعوت، المرشحين من أصحاب الرشاوى الانتخابية والمال السياسى، قائلة: "أقسم بشرفى، اللى اشتروا أصوات الناس عمرهم ما هيشتغلوا على ملف الفقر، وهيستفيدوا من الفقر ويكرّسوه"، واصفة بيع الأصوات الانتخابية بـ"الدعارة".

وأكدت فاطمة ناعوت، أن البطالة والفقر أخطر الملفات فى مصر، لافتة إلى أن بعض المرشحين اعترفوا باستخدامهم للمال السياسى فى العملية الانتخابية، مشدّدة على أن بعض خصومها استغلوا "الثقافة السمعية" لتشويه صورتها وإسقاطها فى الانتخابات، مستطردة: "الكاتب بخيل جدًّا فى وقته، وكنت سأضحى بوقت كتاباتى لصالح تحويل الحقيقة، وشرعنة الحلم من خلال البرلمان، وصنع أجنحة له ليطير عبر تشريع أو مراقبة حكومة"، مؤكّدة أن من اشترى أصوات المواطنين خلال الانتخابات لن يدافع أبدًا عن حقوقهم تحت قبة البرلمان، وأنها خرجت من تجربة الانتخابات بخبرات كثيرة، سلبية وإيجابية، من أهمها محبة الناس التى لمستها فى مشاهد كثيرة خلال عملية التصويت، مختتمة حديثها خلال الحلقة بالقول: "البرلمان الحالى مهمته ليست بناء مصر، وإنما مقاومة هدم مصر، وأنا لا أراهن على البرلمان الحالى، وأعتقد أن البرلمان الذى سيأتى بعده هو الذى سيبنى مصر".