السبت، 18 مايو 2024 11:01 ص

أعضاء لجنة الإعلام بالبرلمان يدافعون عن "التليفزيون": العمالة غير زائدة وتوقف الإنتاج جعلهم بلا عمل.. وفوائد ديون إنشاء مدينة الإنتاج والنايل سات سبب الخسارة.. وهيئات حكومية لا تدفع ديونها

نواب: لا تظلموا "ماسبيرو"

نواب: لا تظلموا "ماسبيرو" ماسبيرو
الثلاثاء، 16 مايو 2017 07:00 م
كتب محمود حسن

<<وكيل لجنة الإعلام: القنوات الناطقة بلغات أجنبية لا تبث خارج مصر لأن اشتراك "الكابل" لم يسدد

<<جلال عوارة: ليس لدينا مراسل واحد خارج مصر ويسألون لماذا لا يشاهد الناس قناة النيل للأخبار؟

<< جليلة عثمان: لن نقبل المساس بالموظفين ولا برواتبهم

<< نشوى الديب: نحتاج زيادة موازنته لا تخفيضها

 

حين وقعت تحت أيدينا موازنة ماسبيرو لعام ( 2017-2018 )، وجدنا فيها أرقاما مزعجة، 5 مليارات و586 مليون جنيه خسائر، وإيرادات للنشاط لا تغطى سوى 20% فقط من إجمالى المصروفات، أصبنا بالانزعاج من هذا الرقم، وتردد فى ذهننا دوما ما يتم ترديده عن نحو 40 ألف عامل يعملون فى مبنى ماسبيرو.

 

لكننا حين توجهنا إلى نواب لجنة الإعلام بالبرلمان، معتقدين أنهم سيشنون هجوما ضاريا على المبنى، والعاملين به، فوجئنا بعكس ذلك، كان رد فعل النواب أن "ماسبيرو ذلك الذى يضرب به المثل فى سوء البيروقراطية المصرية، مظلوم وليس ظالما، مجني عليه وليس جانيا.

 

النائب جلال عوارة عضو مجلس النواب، وكيل لجنة الإعلام بالبرلمان، أحد من خبروا دروب ماسبيرو جيدا، فهو مقدم برامج أول بقطاع الأخبار منذ فترة طويلة، وأحد العارفين بمشاكل المبنى جيدا.

 

فى البداية قال النائب لـ "برلمانى" إن الدولة متمثلة فى وزارة المالية، لا تقوم بدفع كافة تكلفة موازنة المبنى، والبالغة 7 مليارات و737 مليون جنيه، بل تقوم بسداد بند الأجور فقط، والبالغ مليارين و200 ألف جنيه، لكن الجزء الأكبر من الموازنة، ليس سوى فوائد لديون سابقة، وهو الحمل الأكبر على الموازنة،أما النشاط نفسه فلا يتم الإنفاق عليه، ولا يتم تمويله، لذا فالنتيجة كانت محزنة.

 

عوارة كشف لنا عن مفاجأة فى رده على السؤال لماذا يخسر ماسبيرو؟، حين ضرب لنا مثلا بالقنوات الناطقة باللغتين الإنجليزية والفرنسية مثل NILE TV، المفاجأة كانت فى أن هذه القنوات الموجهة أصلا للخارج، لا تصل أصلا خارج مصر، لأن اشتراك "القمر الصناعى" لم يدفع منذ أكثر من 4 سنوات، لذا فلدينا قنوات تخاطب أوربا وأمريكا، ولكنها مع كامل الأسف لا تصل سوى للمصريين أنفسهم.

 

مثال أخر ضربه عوارة بأن قناة النيل للأخبار والتى تستهدف المنطقة العربية والجاليات العربية بأوربا، تعانى نفس المشكلة نتيجة عدم سداد اشتراك "الكابل" الخاص بالبث الخارجى.

 

المفاجأة الأكبر والتى كشف عنها عوارة، أن قطاع الأخبار فى ماسبيرو، أصبح لا يمتلك مراسلون خارج القطر المصرى أصلا.

 

وتابع عوارة :"نتعجب حين نرى العالم الخارجى ينقل صورا مغلوطة عما يدور فى مصر، هذا ببساطة لأن قنواتنا لا تصل إليهم، لكن ما يصل إليهم هو الجزيرة".

 

سألناه عن حجم العمالة الهائل، لماذا علينا أن نواجه 40 ألف موظف فى هذا المبنى، وماذا يفعلون،  فكان رده بسيطا، كان لدينا اكبر استوديوهات فى هذا المبنى فى الشرق الأوسط، انتجت "المال والبنون"، و"ليالى الحلمية"، و"رأفت الهجان"، و"دموع فى عيون وقحة"، وأفلام ومسلسلات عدة عرفها العالم العربى من شرقه لغربه، كل هذا كان يحتاج إلى يد عاملة ضخمة، نحتاج إلى خياطين لصناعة ملابس الممثلين، ونحتاج إلى نجارين لصنع الديكورات، ونحتاج إلى فنيين إضاءة وكهرباء، كل هؤلاء كانوا عاملين فى قطاع الانتاج، ثم فجأة تدهور الأمر وتوقف القطاع تماما، فهل يعقل أن نحاسبهم لأننا لا نكلفهم بعمل، هؤلاء ليسوا عمالة زائدة، بل عمالة غير موظفة وغير مشغلة.

 

عوارة اختتم تصريحاته لـ "اليوم السابع"، قائلا لدينا تاجر يعانى من مشاكل وقد فرغت دكانته من البضاعة، ليس الحل أن نعطيه نفقات الماء والكهرباء، بل الحل أن نضخ استثمارات ضخمة فى دكانته، ليمتلأ دكانه بالبضاعة، وتعود عجلة عمله من جديد، هذا ما نواجهه فى ماسبيرو أيضا، لابد من دفع هذا المبنى للعمل من جديد، فهذه قضية أمن قومى، ماسبيرو سلاح استراتيجيى هام، لكنه معطل، ويحتاج إلى إعادة تشغيله.

 

جليلة عثمان: ديوننا جاءت من إنشاء مدينة الانتاج وإطلاق النايل سات

 

 النائبة جليلة عثمان أيضا، واحدة من النواب الذين عملوا فى ماسبيرو منذ زمن طويل، فهى مستشار بقطاع الانتاج بالمبنى، رفضت النائبة اتهام العمالة بأنها السبب وراء أزمة ماسبيرو، قائلة إن المصروفات أغلبها هى فوائد الديون، وهذه الديون بالأساس كانت تستهدف إنشاء مستهدفات لا يختلف أثنان على أهميتها، مثل مدينة الانتاج الإعلامى، أو إطلاق القمر الصناعى نايل سات.

 

وأضافت النائبة فى تصريح لـ "اليوم السابع"، إذا أردتم ان تحاسبوا ماسبيرو فحاسبوا الجهات الحكومية التى أذاعت إعلانات فى ماسبيرو ولم تدفع الفاتورة، أعطوهم مستحقاتهم وانظروا ماذا سيفعلون بها؟

 

جليلة أكدت أنها متفائلة بتشكيل الهيئة الوطنية للإعلام، ومتفائلة أيضا بقدرتها على ضبط الأمور، مشددة على أنه لا مساس بالعاملين، أو مرتبات العاملين، فليست مسؤوليتهم توقف قطاع الانتاج التلفزيونى عن العمل، وقد كان بمثابة قاطرة عمل المبنى كله.

 

جليلة اختتمت تصريحاتها قائلة: "اليوم لا يوجد انتاج، ولا يوجد تسويق، ولا إعلانات، والموظفون أصبحوا هم السبب فى نظر الكثيرين وهو أمر ليس بالحقيقى"

 

نشوى الديب:

 

رغم أنها ليست من أبناء ماسبيرو، إلا أنها أيضا اتفقت مع وجهة نظر زملائها فى لجنة الإعلام، قائلة لا نحتاج لتخفيض الموازنة، بل نحتاج إلى زيادتها لتطوير المبنى.

 

وأضافت النائبة فى تصريح لـ "اليوم السابع"، أن الرغبة فى زيادة الموازنة مرجعه إلى الحاجة لتطوير التليفزيون وقنواته، وانتشاله مما وقع فيه من تأخر كبير، ونتيجة ذلك فزيادة موازنته أمر متوقع.

 

نشوى الديب رفضت أيضا تحميل العاملين بماسبيرو كل المسؤولية عما يحدث له من خسائر، قائلة إن الأمر متشعب، وأبعد بكثير من مسألة العاملين به، ويحتاج إلى التقصى والتحقيق.

 

النائبة البرلمانية أبدت تفاؤلها بالهيئة الوطنية للإعلام، وما قالت إنه بصمات بدأت فى الظهور مبكرة، متوقعة أن يختلف الأمر كثيرا بوجودها.

 

 


print