الثلاثاء، 21 مايو 2024 12:05 م

لماذا يطلب نواب البرلمان ووزير التموين زيادة دعم السلع فى الشهر الكريم؟.. ولماذا لا نوفر 1/3 الاستهلاك لتنخفض الأسعار؟.. الصيام يوفر وجبة ويدعو للترشيد.. وأعمال الخير تحمى الفقراء

ليه نزوّد الدعم فى رمضان.. إذا كنا نصوم!

ليه نزوّد الدعم فى رمضان.. إذا كنا نصوم! لماذا نزيد الدعم فى رمضان.. إذا كنا نصوم
الأربعاء، 03 مايو 2017 12:01 م
تحليل يكتبه تامر إسماعيل

رغم ما يغلف دعوات نواب البرلمان المطالبة بزيادة حصص دعم السلع التموينية فى شهر رمضان من نكهات شعبية تُظهر تضامنا مع الفقراء ومستحقى الدعم، إلا أن بعض الأسئلة البديهية المشروعة تجعل تلك المطالبات فى حاجة للمراجعة والإجابة عن السؤال التالى، هل من الحق أن نطلب زيادة الدعم فى شهر رمضان؟، هذا السؤال يحتاج للإجابة عليه، الوقوف على بعض الحقائق التالية.

 

1.   الصيام = توفير 1/3 الاستهلاك من الغذاء

بعيدا عن مقاصد الصيام الشرعية، وبحسبة عددية منزوعة الروح، نجد أنه من المنطقى فى شهر رمضان أن نخفض 1/3 استهلاكنا من الغذاء، حيث يصوم المواطنون على مدار 12 ساعة تقريبا، ويصبح عدد الوجبات وجبتين فقط يوميا، الأولى الإفطار، والثانية السحور، فكيف يتحول الشهر الذى يجب أن نسعى فيه لخفض استهلاكنا من الطعام، إلى شهر نطلب فيه زيادة استهلاكنا من السلع الغذائية.

 

2.   لا جدوى من الخوف على الفقراء فى شهر التبرع والصدقات

قد يقول أحدهم، إن الفقراء لا يملكون شراء وجبتين ولا وجبة واحدة، وأن زيادة الدعم ستحميهم وتوفر لهم الحياة الكريمة، إلا أن الحقيقة أن شهر رمضان بالتحديد لا يستدعى التفكير بهذا المنطق -الذى نطالب به باقى العام-، لأن رمضان شهر ملىء بالتبرعات وأعمال الخير التى تصل لكل شرائح الفقراء المحتاجين، إضافة إلى أن الدعم لا يصل فقط إلى هؤلاء الفقراء، إنما إلى آخرين لا يستحقونه فى رمضان أو غيره.

 

3.   استغلال رمضان فى الترشيد سيخفض الأسعار.. والعكس صحيح

ما يعلمه كل من ينادون بزيادة الدعم فى شهر رمضان، أن زيادة الاستهلاك يصاحبها ارتفاع فى الأسعار، وتخفيض الاستهلاك يصاحبه انخفاض فى الأسعار، أو على الأقل استقرار لها، وأن استغلال طبيعة شهر رمضان وفطرته التى خلقه الله لها، وترشيد الاستهلاك، قد يحدث ولأول مرة منذ شهور، استقرار فى أسعار السلع، فى حين أن ارتفاع نسبة الاستهلاك بالبشاعة التى نشاهدها جميعا فى المجمعات الاستهلاكية والسوبر ماركت الكبيرة قبل رمضان وأثنائه، تكشف الكارثة التى تنتظر الأسواق فى هذا الشهر، إذا ما استمر الوضع كما نراه كل عام، حيث ستشهد السلع ارتفاعات جديدة فى الأسعار.

 

4.   استبدال نغمة ترشيد الاستهلاك بزيادة الدعم

الغريب فى الأمر أن الشهور الماضية لم تشهد شيئا أكثر من دعوات التوفير وترشيد الاستهلاك للعبور من الأزمة ودعم الاقتصاد والحفاظ على الأسعار، والتحكم فى معدلات التضخم غير المسبوقة، إلا أنه ومع قدوم شهر رمضان، اختفت تلك الدعوات وحلت مكانها دعوات زيادة الدعم، للضعف كما طالب أحد النواب، أو إضافة 1.2 مليار جنيه إلى موازنته فى رمضان فقط، كم طالب نائب آخر، أو زيادة مخصصات السلع بنسبة 50% كما وعد وزير التموين.

 

ورغم ارتداء تلك الدعوات للزى الشعبوى، إلا أنها تخلو من المنطق، الذى أهمل الحقائق السابقة، ولم يجب على سؤال، لماذا نزيد الدعم فى رمضان؟ ولماذا لا نستخدم تلك الزيادة -طالما نملكها- لخدمة المواطن فى شأن آخر -وما أكثرهم-؟، ولماذا لا ندعو المواطنين لترشيد الاستهلاك واستغلال الشهر الكريم لتخفيض الأسعار؟.


print