السمك الفاسد فى "شِباك" البرلمان والحكومة

"أدى الربيع عاد من تانى والبدر هلت أنواره"، بهذه اعتاد المصريون سماع الأغانى مع دخول عيد الربيع، والذى تسبقه فى كل عام حملات مكثفة من قبل الحكومة وبالتحديد وزارة التموين وجهاز حماية المستهلك لمحاربة فساد ذمم بعض التجار، ببيع الأسماك الفاسدة، وغير المطابقة للمواصفات، والتى تؤدى لتسمم المواطنين وذهابهم للمستشفيات، وهو ما يجب مواجهته قبل بيعها فى الأسواق.

"شم النسيم"، أو ما يعرف بعيد الربيع يتناول خلاله المواطنون الأسماك بجميع أنواعها، فى تلك الأيام وهو ما جعل النواب يفتحون باب الرقابة على الأسواق.

حملات حكومية للقضاء على الأسماك الفاسدة.. ووكيل "زراعة البرلمان": أفلحوا أن صدقوا

قال رائف تمراز، وكيل لجنة الزراعة والرى بالبرلمان، إن أكبر رد على تصريحات وزير الزراعة بتكثيف الحملات للتفتيش على أسواق الأسماك بكل أنواعها، قبل الاحتفالات الخاصة بشم النسيم، القول الشهير بأنه "أفلح إن صدق".


وتابع، وكيل لجنة الزراعة والرى بالبرلمان، فى تصريحات لـ"برلمانى"، أن خراب الذمم لدى بعض من التجار، وأصحاب مصانع تحت السلم، والتى تعمل فى غياب الرقابة من المسئولين، يجعل من السهل وصول الأسماك الفاسدة إلى المواطنين مما يتسبب فى حالات تسمم كبيرة للمواطنين.

وأضاف " تمراز"، أنه يجب على وزارة الزراعة، ووزارة الصحة ووزارة التموين والشرطة المتخصصة وجهاز حماية المستهلك بالهجوم على أسواق الأسماك وضبط الأسماك الفاسدة قبل وصولها للمواطن، "يعنى علشان الأعياد متقلبش محزن، ونسمع عن حالات تسمم، ولا قدر الله يكون فى موتى".

نائب: حماية الأسواق لا تقل عن معركة الوطن ضد الإرهاب

قال طارق حسانين، عضو لجنة الشئون الاقتصادية بالبرلمان، إن حماية الأسواق من الأسماك الفاسدة، لا يقل أهمية عن حماية الوطن من الهجمات الإرهابية، فالمتاجرون بالسلع الغذائية الفاسدة، لا بد من التعامل معهم على أنهم من الإرهابين، كونهم يدمرون صحة المصريين.


وتابع عضو لجنة الشئون الاقتصادية بالبرلمان، فى تصريحات لـ"برلمانى"، أن وزارة الزراعة ووزارة الصحة وجهاز حماية المستهلك، يقع عليهم دور مراقبة الأسواق بشكل كامل وحقيقى، وهم المسئولين عن وجود أو بيع أى سلع غير مطابقة للمواصفات، وليس الأسماك فقط.

وأضاف "حسانين"، البرلمان سيحاسب الحكومة حسابا عسيرا، إذا لم يتم إحكام السيطرة على الأسواق قبل دخول شهر رمضان الكريم.

نائب ساخرًا: "هو فين السمك؟"

قال محمود شعلان عضو لجنة الزراعة والرى بالبرلمان، إن الحديث عن تكثيف وزارة الزراعة الحملات على الأسواق للقضاء على الأسماك المخالفة للمواصفات، أو الفاسدة، يستحق السخرية، مضيفا "هى فين الأسماك؟، طيب هى الأسعار الموجودة فى الأسواق مين يقدر يشترى بيها".

وتابع عضو لجنة الزراعة والرى بالبرلمان، فى تصريحات لـ"برلمانى"، أن كل الأعضاء فى البرلمان وليس فى لجنة الزراعة فقط، طالبوا الحكومة بضبط الأسعار للسلع الغذائية، والسلع الاستراتيجية والتى منها الاسماك والتى تحولت من وجبة الفقراء، والبسطاء إلى وجبة لميسورى الحال نظرا للإرتفاع الجنونى فى أسعار الأسماك.

وأضاف "شعلان"، نتمنى تكثيف الحملات على الأسواق جميعها، وليس سوق الأسماك فقط، فنحن نحتاج إلى أسواق خالية من الغش، والتلاعب بقوت المصريين .

وكان الدكتور عبد المنعم البنا وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، كلف الهيئة العامة للخدمات البيطرية، بتكثيف الحملات التفتيشية على الأسواق الخاصة بالأسماك "الطازجة - المجمدة - المملحة"، استعدادًا لشم النسيم، وكذلك منافذ ومحلات عرض وبيع الأسماك، لضبط الأسماك غير الصالحة قبل بيعها للمواطنين، وإعدامها مع تحرير محضر للتاجر المخالف، بالتنسيق مع المحليات وجهاز الشرطة.

فيما كشف تقرير الخدمات البيطرية، أنه مع اقتراب أعياد الربيع وشم النسيم وزيادة كمية المعروض فى الأسواق من الأسماك الطازجة والمملحة، تم تكليف جميع مديريات الطب البيطرى بالمحافظات، خاصة أطباء التفتيش على اللحوم والأسماك ومنتجاتها بضرورة تكثيف حملات التفتيش اليومية على الأسواق الخاصة بالأسماك "الطازجة - المجمدة - المملحة"، وكذا منافذ ومحلات عرض وبيع الأسماك، لضبط المخالفة وتحويله إلى جهات التحقيق.

من جانبه صرح اللواء عاطف يعقوب رئيس جهاز حماية المستهلك، أنه فى إطار الجهود التى يقوم بها جهاز حماية المستهلك لصون وحماية حقوق المستهلك،خاصة قبل عيد شم النسيم، قد تم التنسيق بين فرع الجهاز بالإسكندرية والإدارة العامة لشرطة التموين ومفتشى الأغذية بمديرية الشئون الصحية بعمل حملات على الـسواق بالإسكندرية لضبط المخالفين.

وناشد يعقوب جمهور المستهلكين بأن يتوخوا الحيطة والحذر عند شرائهم أسماك الفسيخ والأسماك المملحة خلال أعياد الربيع، حيث لا يجب الشراء إلا من مصادر موثوقه لأن أسماك الفسيخ يمكن أن تكون منتهية الصلاحية وغير صحية بالإضافة إلى أن تركها مكشوفه فى الهواء الطلق يمكن أن يسبب تلوث لهذه الأسماك من الأتربة والرصاص والحشرات والذباب وكل ذلك لا يمكن رؤيته أو معرفته بالعين المجردة أو من خلال حاسة الشم لأن رائحتها نفاذه تغطى على أية روائح فاسدة.