الجمعة، 26 أبريل 2024 04:55 م

بعد تعارض حكمين قضائيين حول اتفاقية ترسيم الحدود.. قانونيون: المحكمة الدستورية الحل.. وكيل البرلمان: لم نحدد موعد إحالتها للجنة المختصة بعد.. وفقيه دستورى:للنواب مناقشتها فى أى وقت

تيران وصنافير.. الدستورية هى الحل

تيران وصنافير.. الدستورية هى الحل تيران وصنافير.. الدستورية هى الحل
الأحد، 02 أبريل 2017 07:00 م
كتبت نورا فخرى – حازم عادل – هدى أبو بكر
"المحكمة الدستوريه العليا"، هي المحطة الأخيرة التي سيكون لها القول الفصل في مصير اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية، والتي يترتب عليها نقل تبعية جزيرتي تيران وصنافير إلى المملكة العربية السعودية، بعد صدور حكمين قضائيين متعارضين، أحدهما حكم صادر من دائرة فحص الطعون بالإدارية العليا يقضى ببطلان الاتفاقية، وآخر صادر عن الأمور المستعجلة بإسقاط الحكم القضائي الأول.


52515d3080d9770c7890a3104364fbc1

رغم أن الحكم الصادر من محكمة الأمور المستعجلة، آثار جدلا قانونيا حول الآثار المترتبة عليه، حيث يرى فريق أن الحكم الصادر عنها يقضى بنفاذ اتفاقية تعيين الحدود وصحة إرسالها إلى البرلمان، وممارسة البرلمان حقه الدستورى فى مناقشتها، بينما ذهب الفريق الآخر إلى أن" محكمة الأمور المستعجلة" تفصل في الأمور الوقتيه وليس الموضوع، وبالتالي فهي غير مختصه بالفصل في هذا الشأن، إلا أن الجميع أجمع على أن المحكمة الدستورية هي من سيكون لها القول الفصل في هذا الصدد.

7

مصدر قضائى : المحكمة الدستورية هى التى تقرر مصير "تيران وصنافير"


بدايه، أكد مصدر قضائى على أن الوضع القانونى السليم والنهائى الآن فى قضية تيران وصنافير فى يد المحكمة الدستورية العليا، حيث تنظر منازعة التنفيذ بين حكمين، الأول صادر من القضاء الإدارى ببطلان الاتفاقية، والثانى صادر من محكمة عابدين للأمور المستعجلة بوقف حكم القضاء الإدارى.

وقال المصدر في تصريحات خاصة لـ"برلمانى"، أن المحكمة الدستورية والتى هى من بين اختصاصاتها الفصل فى المنازعة بين حكمين قضائيين، هى التى ستقرر أى من الحكمين الذى سينفذ.

عضو لجنة العشرة لكتابة الدستور: يحق لمجلس النواب مناقشة الاتفاقية فى أى وقت


وهو ذات الرأي الذي ذهب إليه د.صلاح فوزى، رئيس قسم القانون الدستوري بجامعة المنصورة، الذي أكد أن النزاع بين الحكمين القضائيين تحمسه المحكمة الدستورية العليا، وذلك بعد لجوء أى من أطراف الدعوى إلى "الدستورية العليا" لحسم هذا النزاع، لكن ذلك لا يمنع البرلمان في جميع الأحوال من ممارسة أعماله واتخاذ إجراءاته المناسبة بشأن الاتفاقية.
ويري فوزي، أنه بموجب الحكم الصادر اليوم، الأحد، من محكمة الأمور المستعجلة، بإسقاط حكم الإدارية العليا، الذى قضى ببطلان اتفاقية تعيين الحدود بين مصر والسعودية، يحق لمجلس النواب ممارسة اختصاصاته الدستورية بمناقشة الاتفاقية وقتما يشاء.

5010

وقال فوزى فى تصريحات لـ"برلمانى” إن الحكم الصادر من محكمة الأمور المستعجلة يقضى بنفاذ اتفاقية تعيين الحدود، وصحة إرسالها من الحكومة إلى البرلمان.

وأضاف فوزى، أن القضاء المستعجل لا يزال مختص بنظر”وقف التنفيذ”لأن المادة (175) من قانون المرافعات نافذة ولم تلغ، وهى المادة التى منحت القضاء المستعجل هذه الاختصاصات، فرغم أن المادة (190) من الدستور منحت القضاء الإدارى اختصاص”منازعات التنفيذ” فى شأن أحكامه، لكن هذه المادة ليست نافذة بذاتها، فلا يوجد نظام لقاضى التنفيذ بمجلس الدولة، الذى لا يعرف نظام إشكاليات التنفيذ إنما وقف التنفيذ فقط، علاوة أن جميع القوانين بموجب الدستور أيضا نافذة حتى يتم تعديلها.

يأتي ذلك في الوقت الذي، يري المستشار أحمد عبد الرحمن نائب رئيس محكمة النقض وعضو مجلس القضاء الأعلى السابق، أن محكمة الأمور المستعجلة غير مختصة، بل إن ما أصدرته هو عقبة أمام تنفيذ حكم الإدارية العليا، وأوضح أن القضاء العادى غير مختص بنظر ما يصدر عن القضاء الإدارى، وإنما الجهة الوحيدة التى من شأنها أن توقف الحكم هى ذات المحكمة التى أصدرته وليس الأمور المستعجلة.

وعما إذا كان هناك أثر قانونى للحكم الصادر من محكمة الأمور المستعجلة، قال عبد الرحمن: ليس هناك أثر قانونى، مشيراً إلى أن مجلس النواب هو من يقرر الأمر بعد مناقشته والاتفاقية مصيرها يحسمه مجلس النواب، مشيراً إلى أنه بنص الدستور فإن مجلس النواب هو المعنى بمناقشة الاتفاقية، وشدد على أن حكم المحكمة الإدارية العليا لا يمنع البرلمان من مناقشتها.

طارق نجيدة: ما يصدر من الأمور المستعجلة نوع من اقتفاء الأثر لأحكام القضاء الإدارى والإدارية العليا


وهو ما أكده المحامى بالنقض طارق نجيدة، عضو هيئة الدفاع فى قضية "تيران وصنافير"، والذى قال إن محكمة الأمور المستعجلة غير مختصة، وإن ما يحدث هو نوع من اقتفاء الأثر للأحكام الصادرة من محكمة القضاء الإدارى والإدارية العليا، فقد سبق أن صدر حكم من القضاء المستعجل بوقف حكم القضاء الإدارى ببطلان الاتفاقية، وأيضا حين أيدت المحكمة الإدارية بطلان الاتفاقية، أقيمت دعوى بعدم الاعتداد أمام الأمور المستعجلة وهى ما قضت به فى حكمها اليوم الأحد.

وشدد نجيدة على أن الحكم الصادر من الأمور المستعجلة، هو نفسه الصادر فى المرة السابقة مع اختلاف المسميات، المرة السابقة كان وقف تنفيذ فى منازعة تنفيذ وقتية، وهذه المرة منازعة تنفيذ موضوعية بعدم الاعتداد بحكم الإدارية العليا، وكلا الحكمين يقومان على نظرية أعمال السيادة، وأن القضاء الإدارى اغتصب سلطة لا يملكها، وأشار نجيدة إلى أنه حتى الآن لم تصدر محكمة حكما يتعلق بمضمون الاتفاقية سوى محكمة القضاء الإدارى فقط.

وذكر نجيدة أنه لا يوجد حتى هذه اللحظة أى حكم يمس القضاء الموضوعى، وقال: لا توجد فى مصر أى محكمة أو سلطة تملك إلغاء حكم الإدارية العليا بتأييد حكم القضاء الإدارى ببطلان اتفاقية تيران وصنافير.

وكيل البرلمان: هيئة مكتب مجلس النواب لم تتخذ قرارها بعد


وبالنسبة لموقف البرلمان الحالي من مناقشة اتفاقية "تعيين الحدود"، أكد السيد محمود الشريف، وكيل مجلس النواب، أن هيئة مكتب المجلس لم تجتمع حتى الآن بشأن بحث توقيت إحالة اتفاقية ترسيم الحدود، إلى اللجنة المختصة لدراستها.

وأضاف الشريف، فى تصريحات لـ"برلمانى"، أن الاتفاقية يتم التعامل معها طبقا للاختصاص الدستورى، حيث إن هناك إجراءات يتم استكمالها، وسيتم إحالتها إلى اللجنة المختصة لدراستها بمجرد انتهاء هذه الإجراءات.

18007

مصطفى بكرى: هناك تنازع فى الاختصاص والدستورية هى "الفيصل"


وحول الحكم القضائى الصادر اليوم من محكمة الأمور المستعجلة، قال النائب مصطفى بكرى، عضو لجنة الشئون التشريعية والدستورية بمجلس النواب، إنه بموجب الحكم الصادر اليوم الأحد من محكمة الأمور المستعجلة بإسقاط حكم الإدارية العليا فإننا أمام حكمين قضائيين نهائيين متعارضين، أحدهما حكم صادر من دائرة فحص الطعون بالإدارية العليا، يقضى بالبطلان، وآخر صادر عن الأمور المستعجلة بإسقاط الأول، ما يعنى أنه على هيئة قضايا الدولة ممثلة عن الحكومة اللجوء إلى المحكمة الدستورية العليا لوجود تنازع إيجابى فى الاختصاص.


وأضاف بكرى، فى تصريحات لـ"برلمانى” أن الكرة حالياً فى ملعب الحكومة، والمحكمة الدستورية ستنظر فى شأن مدى دستورية أى من الحكمين، وذلك فى ضوء المادة الدستورية (151) التى تنص على أن رئيس الجمهورية يمثل الدولة فى علاقاتها الخارجية، ويبرم المعاهدات، ويصدق عليها بعد موافقة مجلس النواب، وتكون لها قوة القانون بعد نشرها وفقًا لأحكام الدستور.


وتابع بكرى، أن ذلك لا يغل يد البرلمان فى نظر اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية، وقتما يشاء، مشيراً إلى أنه لن يتقدم بطلب استعجال لمناقشة الاتفاقية تحت قبة مجلس النواب، وأن المجلس سيحدد الوقت المناسب لمناقشتها، لاسيما أن الدكتور على عبد العال سبق وأوضح أن الاتفاقية يتم التعامل معها طبقا للاختصاص الدستورى، وأن هناك إجراءات يتم استكمالها وبمجرد ذلك سيتم إحالتها إلى اللجنة المختصة لدراستها.



أمين سر اللجنة التشريعية: على البرلمان أن ينتظر لحين فصل الدستورية فى الأمر


قال النائب إيهاب الخولى، أمين سر لجنة الشئون التشريعية والدستورية بمجلس النواب، إن الحكم الصادر اليوم الأحد من محكمة الأمور المستعجلة بإسقاط حكم الإدارية العليا الذى قضى ببطلان اتفاقية ترسيح الحدود بين مصر والسعودية، لا يعد حكما موضوعيا إنما وقتيا.

وأضاف الخولى، فى تصريحات لـ"برلمانى” أن الأمر حالياً فى يد المحكمة الدستورية العليا التى من المنتظر أن تنظر طبيعة الحكم، مضيفاً: ”أجد أنه على البرلمان أن ينتظر ولا يناقش اتفاقية ترسيم الحدود، لحين فصل المحكمة الدستورية فى الأمر".


علاء عبد المنعم: حكم الإدارية العليا لا توقفه محكمة القضاء المستعجل.. وحكم اليوم منعدم


كذلك يري النائب علاء عبد المنعم، عضو لجنة الشئون التشريعية والدستورية، مع ”الخولي” حيث أكد أن الحكم الصادر من المحكمة الإدارية العليا -أعلى محكمة إدارية – على حد قوله، لا يمكن أن يُوقفة حكم من القضاء المستعجل وبالتالى فالحكم منعدم، مشيراً إلى أن محكمة الأمور المستعجلة تختص بالفصل فى الأمور الوقتية وليس الموضوع، وحين يقضى القضاء المستعجل بوقف تنفيذ حكم ما فإنه يقضى بوقفة لحين الفصل فى الموضوع، وإذا ما فصلت المحكمة فى الموضوع أصبح لا حجية لهذا الحكم.

وحول توقيت مناقشة اتفاقية ترسيم الحدود تحت قبة مجلس النواب، قال عبد المنعم إنه لا يجب أن يناقش البرلمان الاتفاقية لكونه خصما أصيلا منضم للحكومة، أمام القضاء، فكيف يكون البرلمان خصما وحكما فى ذات الوقت، علاوة على أن قرار إحالة الاتفاقية من الحكومة للمجلس التشريعى باطلة، لأن المادة (197) من اللائحة الداخلية للبرلمان، تنص على أنه لا تحال الاتفاقيات والمعاهدات إلا من رئيس الجمهورية، وهذا حق حصرى، ومن ثم هناك مخالفة فى إحاله الاتفاقية.


ورفض عبد المنعم، مناقشة البرلمان لاتفاقية ترسيم الحدود للأسباب سالف ذكرها، مشيراً إلى أنها ستعد سقطة تاريخية حال مناقشتها تحت القبة.






الأكثر قراءة



print