الخميس، 16 مايو 2024 10:13 ص

محمود العمرى يكتب: مستشار الرئيس للشؤون الدينية يجتمع بشباب الصحفيين فى لقاء استثنائى.. "الأزهرى" يستمع ويناقش ويدون فى جلسة 180 دقيقة من المكاشفة.. ويعرض مبادرته لـ"تجديد الخطاب الدينى"

"الأزهرى" على خطى السيسى

"الأزهرى" على خطى السيسى "الأزهرى" على خطى السيسى
الخميس، 10 نوفمبر 2016 01:41 م
تلقيت مساء الجمعة الماضى، اتصالا هاتفيًّا من مكتب الدكتور أسامة الأزهرى، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، ووكيل اللجنة الدينية بمجلس النواب، وتوقعت للوهلة الأولى أن هناك خبرًا ما يريد الأزهرى التعليق عليه، أو تصحيحه، أو أنه ينوى عقد مؤتمر صحفى فى ملف ما، أو، أو، أو، ممّا اعتدنا عليه من المسؤولين، لكن ما لم يخطر ببالى هو ما حدث، فقد كان الاتصال دعوة من الدكتور الأزهرى لحضور اجتماع بينه وبين شباب الصحفيين من عدد من المؤسسات الصحفية، لقاء مفتوح، دون أجندة مسبقة، دون محاذير، شهد حوارًا ومكاشفة، ولم يستثن أحدا من الصحفيين بسبب توجهاته أو آرائه.

جلسه-عامة-بمجلس-النواب--حازم-عبد-الصمد--24-5-2016-(9)

فى مكتبه الخاص بالمعادى، جلس الدكتور أسامة الازهرى، أمس الأربعاء، يستمع للحاضرين باهتمام بالغ، ذكّرنى بالمشهد نفسه الذى كرّره الرئيس عبد الفتاح السيسى ورسّخه خلال مؤتمر الشباب الذى استضافته مدينة شرم الشيخ أواخر الشهر الماضى، حيث الاستماع والتدوين والنقاش، دون سقف ودون محاذير.

15032323_1444223312273536_6053203524437345742_n

كان "الأزهرى" حريصا خلال اللقاء على الاستماع لكل منّا بشأن أوضاع البلد، وظل يسجل بالورقة والقلم ما يلفت انتباهه فى اللقاء، وخلال حديثه عرض مبادرة طيبة ومهمة عن كل الأمور التى تتعلق بملف "تجديد الخطاب الدينى"، والرؤية المستقبلية له، وهى رؤية مختلفة عمّا كان يعرضه الأزهر والمؤسسات الدينية خلال الفترة الماضية، وتشمل مشاركة كل مؤسسات الدولة، وأولها مؤسسة الرئاسة، ووعد "الأزهرى" بأنه سيبدأ فى وضع محاورها بعد جلسات متتالية سيعقدها معنا خلال الأسابيع المقبلة.

p--(35)

4 ملفات جديدة لـ"الأزهرى" حول تجديد الخطاب الدينيى


شملت رؤية أسامة الأزهرى لملف تجديد الخطاب الدينى، مبادرة تتكون من 4 ملفات، أو محاور، فى البند الأول بالمبادرة، الذى حمل عنوان "إطفاء نيران الفكر المتطرف من الإخوان إلى داعش"، وفى هذا البند جهز "الأزهرى" رصدًا كاملاً عن هذه التيارات، وعددها "25 تيارًا متطرّفًا" فى البلاد، كما وضع حلولاً لمواجهة هذه الأفكار المتطرفة، وفى هذا البند قال الأزهرى: "المشكلة أننا دائما نقول لا للإرهاب".

فى البند الثانى من المبادرة، وهو "إطفاء نيران الفكر الإلحادى اللا دينى"، حرص "الأزهرى" على جمع رصد كامل للملف الإلحادى فى مصر، مصنّفًا الملحدين إلى 4 شرائح، ومتحدّثًا عن وجود علماء شرعيين مطلعين لمواجهة هذه الأفكار، وفى البند الرابع وعنوانه "إعادة بناء الشخصية المصرية"، الحديث عن كيفية إعداد شخصية قوية قادرة على التفكير والعمل وأن تكون رائدة فى عملها، وذلك عبر برامج وورش عمل متتالية من متخصصين من جميع المجالات، من خلال الاستعانة بالجامعات والمجلس الرئاسى الاستشارى العلمى والعلماء من الأزهر ودار الإفتاء.

أما المحور الرابع والأخير فى مبادرته، وهو "العمل على إعادة تشغيل مصانع الحضارة فى عقل الإنسان المصرى"، ركّز "الأزهرى" على آليات استعادة هوية الشخصية المصرية وتركيبتها المميزة، من علماء دين وشخصيات علمية ورموز فكرية، واتفق على أن يكون فى كل بند "ملف سوشيال ميديا"، مع الاهتمام به أثناء تطبيق المبادرة على أرض الواقع.


مستشار الرئيس يدون الملاحظات من الحضور حول مبادرته لتجديد الخطاب الدينى


حرص "الأزهرى" خلال اللقاء على المناقشة والتشاور، واستطلاع المشورة من الحضور جميعًا، مع تدوين ما يقوله الزملاء من ملاحظات، إلى جانب تأكيد حرصه الكبير على عقد لقاءات مستمرة مع الشباب على فترات متقاربة، حتى خروج المبادرة للنور.

لم يكن لقاء أسامة الأزهرى مجرد لقاء عادى، فهو دون شك نتائج عملى للمؤتمر الوطنى للشباب، تتجسّد فيه آثار العمل الجاد، تتجلى فيه الروح الوثّابة لتطبيق توصيات المؤتمر على أرض الواقع.

لقاء 3 ساعات مع شباب الصحفيين للوصول إلى نتائج فعلية فى الشارع


اللقاء الذى استمر قرابة الثلاث ساعات، يُعدّ درسًا واضحًا لمؤسسات الدولة فى الحرص على العمل، والاستعانة بالشباب فى كل المجالات، أما على صعيد النقاط المهمة فى اللقاء فهو درس فى تجاوز الأزمات، والنظر للمستقبل وما هو أبعد، والوصول إلى نتائج فعلية فى الشارع، لا الاكتفاء بمجرد شعارات كما كان يتم فى الماضى، فالحقيقة ما لمسته فى لقاء "الأزهرى" أنه بالفعل يسير على خطى مؤتمر الشباب والرئيس السيسى، ويرى مبادرته على أرض الواقع من خلال الشباب.

الأهم فى اللقاء هو أنه يمثل أول ممارسة حقيقية وتطبيق عملى لمكتسبات مؤتمر الشباب، فقد كنت أنتظر على مدار الأيام الماضية أن تنتقل عدوى المؤتمر لكل المسؤولين الذين شاركوا فيه، أو شاهدوا الرئيس على مدار ثلاثة أيام يستمع ويُدوّن ويناقش، فجاء لقاء الأزهرى ليسجل – بالنسبة لى على الأقل - أول حالة عدوى بتلك الروح، التى أتمنى رؤيتها منتشرة بين كل المسؤولين خلال الفترة المقبلة، فنرى جلسات استماع ونقاش فى كل الملفات، مع أطياف الشباب من كل المجالات والاتجاهات، ومع كل المسؤولين بدءًا من رئيس مجلس الوزراء، مرورًا بالوزراء ووصولاً للمسؤولين على كل المستويات، لأن مثل هذه اللقاءات هى المكسب الحقيقى مما حدث فى شرم الشيخ خلال الشهر الماضى.


print