حكومة "شريف" فى مرمى نواب "البدوى"

أثارت الأوضاع الاقتصادية المتردية، التى تعانى منها الدولة خلال الفترة الأخيرة، والمتمثلة فى الارتفاع الكبير الذى سجله الدولار الأمريكى أمام الجنيه فى سوق الصرف المحلية، فضلاً عن انخفاض معدلات الصادرات وارتفاع الأسعار، وسوء إدارة وزراء المجموعة الاقتصادية للأزمة، قدرًا من الغضب فى الشارع المصرى وفى أروقة السياسيين والأحزاب، وهو ما دفع حزب الوفد لاتخاذ أولى الخطوات الجريئة، مستخدمًا حقه الرقابى والبرلمانى، باستجواب رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل، وفى هذا الإطار تحدث "برلمانى" مع عدد من نواب حزب الوفد، مستعرضًا معهم تفاصيل الأزمة الاقتصادية ورؤيتهم لتطوراتها، والأسباب التى دفعت الحزب لاتخاذ قرار الاستجواب.

محمد فؤاد نطالب الحكومة بالشفافية والبعد عن الجزر المنعزلة

فى البداية، قال النائب محمد فؤاد، المتحدث الرسمى باسم حزب الوفد، إن أزمة الحكومة الحالية تتلخص فى عدم وجود رؤية واضحة، فضلاً عن انعدام الشفافية، ورغم اتخاذ الحكومة عددًا من الإجراءات لعلاج الوضع الاقتصادى المأزوم، إلا أنه لا توجد خطة واضحة للعمل ولا حلول عملية ورؤية متكاملة للسياسة النقدية والمالية والاستثمارية.



وأضاف "فؤاد" فى تصريح لـ"برلمانى"، قائلاً: "يجب أن توضح الحكومة سياستها وخطتها المبنية على أرقام وخطة زمنية واضحة، وآليات تنفيذ تلك الخطة، مع توضيح الإجراءات التى ستتخذها لعلاج عجز الموازنة وكل المشكلات التى تعانى منها الدولة، لا أن تعمل فى جزر منعزلة، حتى يتسنى للبرلمان التناغم والتفاعل معها، ليُعدّ أجندة تشريعية تخدم المرحلة والخطة، مؤكّدًا أن الحزب لم يتقدم باستجواب لرئيس الوزراء، المهندس شريف إسماعيل، حتى الآن، وأن من المقرر تقديم الاستجواب يوم الأحد المقبل.

محمد عبده: الحكومة تُسأل عن عدم وجود رؤية واضحة للتعامل مع الأزمات

من جانبه، قال النائب البرلمانى الوفدى محمد عبده، إنه ينتقد عدم قدرة الحكومة على التعامل مع الأزمات الاقتصادية التى تعانى منها الدولة، وعدم وجود رؤية واضحة لمعالجة هذه الأزمات، مشيرًا إلى تضامنه مع بيان حزب الوفد بشأن استجواب رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل حول الأزمة.

وأضاف "عبده" فى تصريح لـ"برلمانى": "أنا معارض ومعروف عنى المعارضة، ولكن يجب أن تكون تلك المعارضة بناءة، موارد الدولة كان معظمها يأتى من 4 مصادر: الأول هو تحويلات المصريين بالخارج، التى تمثل ما يتراوح بين 15 و17 مليار جنيه، والثانى قطاع السياحة الذى كان يحقق حوالى 12 مليار جنيه، فضلاً عن قناة السويس، وأخيرًا صادرات الدولة من المحاصيل الزراعية".



وتابع محمد عبده تصريحه بالقول: "موارد الدولة سالفة الذكر تقلصت بشكل كبير، فقطاع السياحة تضرر كثيرًا بسبب الإرهاب، وهناك جزء تتحمل الدولة مسؤوليته، وهو الخاص بتعاملها مع أزمة الطائرة الروسية، وعدم وجود معدلات للأمان فى مطار شرم الشيخ، الذى دفع روسيا إلى عدم الثقة فى الإجراءات المصرية، وسحب السياحة الروسية، التى لن تعود إلا إذا تأكدت موسكو من مطابقة مواصفات الأمان المصرية لمواصفات السلامة العالمية، فضلاً عن طريقة تعامل الدولة مع قضية الطالب الإيطالى جوليو ريجينى، والتى افتقدت الشفافية، متابعًا: "حوالات المصريين فى الخارج توقفت، وليست للدولة يد فى ذلك، نتيجة قيام عناصر الإخوان بتجميع أموال المصريين من الخارج وتوصيلها لذويهم، ما أثر على الدخل القومى للدولة، فضلاً عن تراجع صادرات الدولة من المحاصيل الزراعية، وعلى رأسها القطن والبصل والموالح والبطاطس".

فايز أبو خضيرة: طالبنا برحيل المجموعة الاقتصادية لانها تعانى من تخبط فى السياسات

فى السياق ذاته، أكد النائب الوفدى فايز أبو خضيرة، أن عددًا كبيرًا من النواب مستاءون من أداء المجموعة الوزارية الاقتصادية، وأنهم تحدثوا فى هذا الأمر مرارًا وتكرارًا، مشيرًا إلى أن الأداء الاقتصادى عليه كثير من علامات الاستفهام، ونحن طالبنا بتغير المجموعة الاقتصادية، وتعيين وزراء على قدر من المسؤولية والعلم، ليكونوا قادرين على النهوض بالدولة اقتصاديًّا.



وأضاف "أبو خضيرة" فى تصريح لـ"برلمانى"، قائلاً: "المجموعة الاقتصادية تعانى تخبّطًا فى السياسيات ولا تملك خطو عريضة لعملها، فضلاً عن أن الحكومة تفتقد الخطة الواضحة لعلاج الأزمات الاقتصادية، فماذا تفعل الحكومة لعلاج الفارق بين الصادرات والواردات؟ وماذا تفعل حيال شركات الصرافة التى يقال إنها تعمل ضد الدولة؟ هناك عديد من التساؤلات التى يجب أن يجيب عليها رئيس الوزراء، ولذلك قرر الحزب التقدم باستجواب للحكومة ورئيسها المهندس شريف إسماعيل.

صلاح عقيل: علينا التكاتف من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه

من جانبه، أعلن النائب صلاح شوقى عقيل، عضو مجلس النواب عن "الوفد"، دعمه لبيان الحزب، مشيرًا إلى أن الدولة على المحك اقتصاديًّا، خاصة فيما يتعلق بأزمة الدولار، وعدد من المشكلات الاقتصادية الأخرى، مطالبًا الجميع بالوقوف فى الصف الوطنى، والمشاركة والدراسة، وإعادة النظر فى سياسية الحكومة تجاه الأوضاع الاقتصادية الراهنة.



وطالب "عقيل" فى تصريح لـ"برلمانى"، بضرورة إنقاذ ما يمكن إنقاذه، مؤكّدًا أن ما يحدث محاولة لاستهداف الوطن والتربص باقتصاده، الذى يعد العمود الذى تُؤسّس عليه قوة الدولة فى شتى المجالات، سواء السياسية أو الاجتماعية أو الثقافية، والذى يحدد مدى قوة وضعف الدولة.