في ظل التحديات البيئية التي تواجه العالم، يحتفل المجتمع الدولي في الخامس من يونيو من كل عام ـ "اليوم العالمي للبيئة"، والذي يعد أكبر حدث بيئي على مستوى العالم، يهدف إلى تسليط الضوء على القضايا البيئية الملحّة وتشجيع الحكومات والشعوب على اتخاذ إجراءات فعالة لحماية كوكب الأرض، ويُقام احتفال هذا العام تحت شعار "إنهاء التلوث البلاستيكي"، وتستضيفه جمهورية كوريا الجنوبية، بمشاركة واسعة من الدول والمنظمات المعنية بالشأن البيئي.
وبهذه المناسبة، أصدر الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء تقريرًا إحصائيًا استعرض فيه أهم المؤشرات البيئية في مصر، في ظل التزام الدولة المتواصل بخفض الانبعاثات وتعزيز الاستدامة البيئية.
انبعاثات مصر لا تتجاوز 0.6% من الإجمالي العالمي
أوضح البيان أن مصر لا تزال من الدول ذات التأثير المحدود في الانبعاثات العالمية، حيث لم تتعدَ نسبة مساهمتها في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري 0.6% من الإجمالي العالمي، وذلك وفقاً لتقرير الشفافية الأول لمصر (EG-BTR1)، الصادر عن "الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة لتغير المناخ (UNFCCC)" في مطلع عام 2025.
ورغم هذه النسبة العالمية المحدودة، سجلت مصر - على المستوى المحلى- زيادة بنسبة 12% في كمية انبعاثات غازات الاحتباس الحراري خلال عام 2022 مقارنة بعام 2019، نتيجة للتوسع في الأنشطة الاقتصادية والتنموية، بما يعكس التحديات التي تواجهها الدولة في الموازنة بين تحقيق النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة.
مصر تتقدم في مؤشر أداء تغير المناخ لعام 2025
كما حقق أداء مصر في مؤشر أداء تغير المناخ (CCPI) لعام 2025 تحسناً ملحوظاً، حيث احتلت المرتبة (20) من بين 67 دولة شملها المؤشر، مقارنة بالمركز (22) في عام 2024. وتقدمت بذلك على عدد من الدول الكبرى في الإقليم مثل جنوب أفريقيا (المركز 38)، والجزائر (المركز 51)، والإمارات العربية المتحدة (المركز 65)، مما يعكس نجاح السياسات البيئية التي تتبناها الدولة وتوسعها في استخدام مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة.
تعكس هذه المؤشرات التقدم الذي تحرزه مصر في ملف التغير المناخي، وجهودها المتواصلة في خفض الانبعاثات والتوجه نحو اقتصاد منخفض الكربون، ومع استمرار الدولة في تنفيذ مشروعات كبرى في مجالات الطاقة المتجددة، وإدارة المخلفات، وتقليل الاعتماد على المواد البلاستيكية، فإن الطريق نحو بيئة أكثر استدامة بات أوضح من أي وقت مضى، ويشكل اليوم العالمي للبيئة فرصة مهمة لتعزيز الوعي المجتمعي وترسيخ مفهوم الشراكة بين الحكومة والمواطن في الحفاظ على الموارد الطبيعية وحماية مستقبل الأجيال القادمة.
مشروعات كبرى للطاقة المتجددة ودعم الاقتصاد الأخضر
ضمن جهودها لتحقيق التحول نحو الاقتصاد الأخضر وخفض الانبعاثات، تنفذ مصر عددًا من المشروعات الإستراتيجية في مجال الطاقة المتجددة، ومن أبرز هذه المشروعات:
• مجمع بنبان للطاقة الشمسية بمحافظة أسوان، الذي يُعد من أكبر مشروعات الطاقة الشمسية في العالم، بقدرة إجمالية تتجاوز 1.5 جيجاوات، ويوفر طاقة نظيفة لأكثر من مليون منزل، ويسهم في خفض ما يقرب من 2 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنوياً.
• التوسع في محطات طاقة الرياح بمنطقة خليج السويس وجبل الزيت، بطاقة إنتاجية تصل إلى أكثر من 2 جيجاوات، ضمن خطة مصر لزيادة حصة الطاقة المتجددة إلى 42% من مزيج الطاقة بحلول عام 2035.
• إطلاق المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية، والتي تهدف إلى دمج البعد البيئي في خطط التنمية المحلية، وتشجيع الابتكار في مجالات مثل إعادة التدوير، وتوفير المياه، والطاقة النظيفة.
كما وضعت مصر استراتيجية وطنية لتغير المناخ 2050، تتضمن أهدافًا واضحة لخفض الانبعاثات وتعزيز قدرة القطاعات المختلفة على التكيف مع آثار التغير المناخي، إلى جانب دعم التمويل المناخي والشراكات الدولية في هذا المجال.