استمرت قوات الاحتلال فى حصار قطاع غزة ومنع وصول المساعدات الإنسانية للفلسطينيين من مارس الماضى وسط إصرار من تنفيذ خطته للسيطرة على المساعدات وتوزيعها وفقا لخطته التى رفضتها جميع المنظمات الدولية واعتبرتها غير إنسانية ومخطط جديد للإبادة الجماعية للفلسطينيين وأكدت الأمم المتحدة أنها لن تشارك فى أى مخطط متعلق بالمساعدات فى غزة والذى لا يحترم القانون الدولي ومبادئ الإنسانية.
أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أشار إلى عرقله وصول المساعدات والحصص الصارمة المفروضة على البضائع التى توزعها الوكالات الإنسانية والتأخيرات التى لا داعى لها، ومنع دخول الإمدادات الأساسية مثل الوقود وغاز الطهى ومواد الإيواء وتنقية المياه.
وقال أنطونيو جوتيريش أن الأمم المتحدة تواصل المطالبة بوضع تدابير للسلامة والأمن فيما يتعلق بقوافل المساعدات، وأضاف أن حياة موظفينا تتعرض للخطر إذا استمر منعنا من توزيع طرود الغذاء ودقيق القمح مباشرة إلى الناس الذين تشتد حاجتهم للمساعدة
وبدون تلك التدابير وفى ظل غياب سيادة القانون واستشراء اليأس بين السكان بعد شهور من الإغلاق وعدم كفاية ما يدخل من إمدادات مما يهدد حياة الناس فى القطاع وعمال الإغاثة على السواء
وأشار جوتيريش إلى تصاعد الهجوم الإسرائيلى مصحوبا بمستويات مروعة من القتل والدمار وذكر أن 80% من مساحة غزة مُصنفة بأنها مواقع عسكرية أو مناطق أُمر السكان بمغادرتها.
وقال الأمين العام أن مزيدا من الناس سيموتون والعواقب طويلة الأمد على جميع السكان ستكون وخيمة، إذا لم يتم السماح بالوصول الإنسانى العاجل والآمن والمستدام بشكل موثوق.
ومن جانبها أكدت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية فى غزة أولجا تشيريفكو: "إن الوفيات التى يمكن تجنبها تحدث من حولنا بسبب هذه الأزمة المتعمدة المفروضة على غزة بإغلاق المعابر أمام دخول المساعدات مضيفه "هذا أكثر ما يحبطنى، معرفة أننا نستطيع معالجة هذه المشاكل بسرعة لو أُتيحت لنا الفرصة، لأن كل شيء ينتظرنا خارج غزة".
وأعربت متحدثة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية فى غزة عن انبهارها بالصمود وقوة وروح الفلسطينيين فى القطاع مؤكدة أنهم دائما ما كانوا "يجدون القوة ليبتسموا لك ويقدموا لك الشاى أو أى شيء قد يكون لديهم"، على الرغم من الصعوبات التى واجهوها على مر السنين.
وقالت متحدثة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية فى غزة أن 100% من سكان غزة حرموا من إمدادات منتظمة لأشهر متواصلة وهناك حاجة ماسة لكل شيء. ولكن إلى جانب المساعدات الإنسانية، وأنه لكى تعود الحياة إلى طبيعتها فى غزة، وليبدأ الناس فى إعادة بناء حياتهم بأى طريقة مجدية ومستدامة، شددت على ضرورة السماح أيضا للقطاع التجارى باستئناف عمله قائلة أن الناس فى القطاع يتضورون جوعا وانهم تُركوا ليموتوا.
