اختار دونالد ترامب الرئيس الأمريكى منطقة الشرق الأوسط الملتهبة لتكون أولى محطاته الخارجية، في زيارة تشمل السعودية وقطر والإمارات، ويأمل خلالها في أن يبرم على الأقل صفقات تجارية كبرى، في ظل الصعوبات التي تواجه تحقيق تسويات للنزاعات الإقليمية.
زيارة قال عنها البيت الأبيض، أن ترامب يتطلع لـ"عودة تاريخية" إلى الشرق الأوسط في أبرز زيارة خارجية له منذ عودته للرئاسة، ستطغى عليها قضايا غزة وإيران والصفقات.
وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت، أن "الرئيس يتطلع لبدء عودته التاريخية إلى الشرق الأوسط"، وذلك للترويج لرؤية سياسية "يهزم فيها التطرف لصالح التبادلات التجارية والثقافية".
وفي مطلع ولايته الأولى قبل ثمانية أعوام، اختار ترامب الرياض محطة خارجية أولى، وفى ولايته الثانية حلت أيضا الرياض كمحطة أولى، حيث سيلتقي ترامب في الرياض قادة الدول الست لمجلس التعاون الخليجي، إلا أن جدول الزيارة الإقليمية لا يشمل إسرائيل، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط.
ولم يدرج ترامب اسرائيل في جولته بالمنطقة على الرغم من الضغوط الإسرائيلية في هذا الشأن، الأمر الذى أثار تساؤلات بشأن توتر محتمل بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنامين نتنياهو، الذى أعلن منذ أيام عن نيته توسيع عملياته العسكرية في القطاع تمهيداً "للسيطرة" عليه.
وتزامن الخلاف الذى طفا على السطح بين ترامب ونتنياهو مع تسريبات إعلامية عن نية ترامب الاعتراف بدولة فلسطينية دون التوافق مع إسرائيل، وقال مصدر دبلوماسى خليجي، لوكالة "ميديا لاين": "سيصدر الرئيس دونالد ترامب إعلانًا بشأن دولة فلسطين والاعتراف الأمريكى بها، وأنه سيكون هناك إنشاء دولة فلسطينية بدون وجود حماس".
وأضاف المصدر بحسب وكالة "ميديا لاين": "إذا تم الإعلان عن اعتراف أمريكى بدولة فلسطين، فسيكون ذلك الإعلان الأهم الذى سيغير موازين القوى فى الشرق الأوسط، وستنضم المزيد من الدول إلى اتفاقيات إبراهيم".
وفى المقابل نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية تحليلًا مطولًا، رصدت فيه ما وصفته بـ"الفراغ السياسي"، الذي يعيشه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بالتزامن مع زيارة الرئيس دونالد ترامب إلى منطقة الخليج، ليس فقط بسبب تجاهل واشنطن الظاهر لحليفتها التقليدية، بل أيضًا لأنها تكشف التراجع الكبير في مكانة نتنياهو، سواء داخل الائتلاف أو أمام المؤسسات الأمنية والعسكرية، بل وحتى في علاقته بالرئيس الأمريكي الذي لطالما تفاخر بصداقته.
ونقلت الصحيفة أنه في توقيت مقلق لإسرائيل، أعلنت إدارة ترامب -عبر تقارير متقاطعة من رويترز وهآرتس- أن واشنطن لن تشترط على السعودية التطبيع مع تل أبيب مقابل توقيع اتفاق نووي مدني، وهو ما اعتبر في الصحافة الإسرائيلية تراجعًا صريحًا عن موقف سابق، كانت تل أبيب تعتبره ضمانة لعلاقتها بالبيت الأبيض.
أسوأ من ذلك، أن ترامب أعلن فجأة عن تفاهم غير متوقع مع الحوثيين، بعد قصف إسرائيلي لمطار صنعاء، قائلًا: "من جهتي، انتهى دورنا في هذه الجبهة، أما عن إسرائيل، فاكتفى بقوله: سوف نناقش ذلك لاحقًا"، وتُظهر هذه التصريحات بوضوح أن إسرائيل لم تعد في قلب التحركات الأمريكية، بل في هامشها، وفي وقت تُعاني فيه الحكومة الإسرائيلية من انقسامات عميقة، يزداد هذا التهميش خطورة.
وقالت الصحيفة العبرية، إن شهر العسل بين ترامب ونتنياهو انتهى، حيث كشفت صحيفة واشنطن بوست أن مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز أُقيل بسبب محادثات خلفية مع نتنياهو حول توجيه ضربة لإيران، جرت دون علم الرئيس، وهو ما أكّد القناعة لدى ترامب بأن "نتنياهو لا يؤتمن".
