الأربعاء، 15 مايو 2024 04:19 ص

نتنياهو المحاصر.. جنوده عالقون بقطاع غزة دون انتصارات بعد 100 يوم حرب.. وخلافه مع وزير الدفاع يصل حد "القطيعة".. انقطاع الاتصالات بين نتنياهو وبايدن يقترب من الـ30 يومًا.. وواشنطن: يستغلنا لمصالحه الشخصية

نتنياهو المحاصر.. جنوده عالقون بقطاع غزة دون انتصارات بعد 100 يوم حرب.. وخلافه مع وزير الدفاع يصل حد "القطيعة".. انقطاع الاتصالات بين نتنياهو وبايدن يقترب من الـ30 يومًا.. وواشنطن: يستغلنا لمصالحه الشخصية خلاف بين نتنياهو وبايدن
الأربعاء، 17 يناير 2024 10:00 م
كتبت آمال رسلان

بدأت الخلافات تظهر للعلن، ولم يعد الانقسام الإسرائيلى أمرا يحتاج إلى استيضاح، فقطاع غزة الصامد أمام مجازر إسرائيل لأكثر من 100 يوم حرب استطاع أن يٌحدث شرخا في تل أبيب، وخلال الساعات الماضية لم يعد خافيا على أحد حالة الانقسام والخلافات التي تعيشها إسرائيل هذه الفترة، والتي تجاوزت حدود الخلاف السياسى وتحولت لخلافات شخصية.

فالخسائر التي منيت بها الحكومة الإسرائيلية خلال الثلاثة شهور الماضية في صفوف قواتها والتي بلغت 486 قتيلا، وخسائرها الاقتصادية التي تبلغ نحو 60 مليار دولار، وكل يوم يكلف الجيش نحو 272 مليون دولار، وإحراجها داخليا بعد فشلها في تحرير الرهائن، وفضلا عن الضغط الدولى الكبير الذى تتعرض له تل أبيب حتى من حليفتها واشنطن بسبب المجازر بحق المدنيين والأطفال، كل هذه الملفات أصبحت مسار خلاف داخل حكومة الحرب.

صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، كشفت عن ملامح الانقسام في الحكومة الإسرائيلية بشأن مستقبل غزة، ومدى تأثيره على الحرب التي تشنها على القطاع منذ أكثر من 3 أشهر، والتي كما قالت الصحيفة: بدأت الخلافات بين أعضاء حكومة الحرب الإسرائيلية تتسرب إلى العلن، وأن يٌقسم وبلغت حد قيام رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بمخاصمة وزير دفاعه، يوآف غالانت، ومقاطعته.

وتختلف حكومة الحرب التي تتألف من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، والقائد السابق للجيش الإسرائيلي بيني غانتس، علنا حول أكبر معضلتين، الأولى ما إذا كان على إسرائيل التفاوض مع حماس لإنهاء الحرب وتحرير الرهائن، والثانية من يجب أن يحكم القطاع المنكوب بمجرد انتهاء الحرب.

وفي خطته التي أوضحها في وقت سابق من يناير، دعا غالانت وزير الدفاع الإسرائيلي إلى "الحكم الذاتي الفلسطيني وتشكيل قوة عمل متعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة، مع شركاء أوروبيين وشرق أوسطيين، للإشراف على إعادة تأهيل القطاع".

أما بالنسبة لنتنياهو، فلم يطرح، رؤية واضحة لإدارة القطاع بعد الحرب حتى الآن، وتحت ضغط عائلات الرهائن الذين تحتجزهم حماس يسعى غانتس، رئيس حزب الوحدة الوطنية، ونائبه غادي آيزنكوت، للدخول في محادثات مع حماس من أجل إعادة أكثر من 100 رهينة ما زالوا في غزة، بحسب تقارير إعلامية إسرائيلية، لكن في المقابل، يرى نتنياهو وغالانت، وكلاهما في حزب الليكود الحاكم، أن مواصلة الضغط العسكري على حماس هو ما سيجبر الحركة على تقديم تنازلات.

وقالت كبيرة المحللين الإسرائيليين في مجموعة الأزمات الدولية ميراف زونسزين، إن الانقسامات في حكومة الحرب "تخلق نوعا من الشلل الذي يمنعها من تنفيذ استراتيجية فعالة"، مضيفه أن "ذلك يمكن أن ينتهي بإعادة احتلال إسرائيل لقطاع غزة، مثلما احتلت جنوب لبنان لمدة 15 عاما منذ الثمانينيات"، مؤكدة: "لا توجد استراتيجية للخروج".

في حين نقلت الصحف العبرية عن مصادر سياسية في تل أبيب، إن الخلافات في أساسها سياسية وحزبية وحتى أمنية، حول شكل الاستمرار في الحرب بين قيادات مجلس الحرب، وخلافات حول تحرير الأسرى ومستقبل قطاع غزة. إضافة لخلافات أخرى حول إدارة شؤون الدولة والموازنة وسلم أفضلياتها، وخرق الاتفاقات الائتلافية مع الوزير بيني غانتس.

وفى ظل هذه الفوضى داخل تل أبيب، قال موقع أكسيوس نقلاً عن مسؤولين مقربين من الرئيس الأمريكى جو بايدن، إن الإدارة الأمريكية لديها شعور متزايد بأن نتنياهو يطيل الحرب على غزة لأسباب سياسية شخصية، ولا يضع تحرير الرهائن على رأس سلم أولوياته، وأنه يرفض أي طلب أمريكى قدم إليه في الأسابيع الأخيرة.

وأكد على الخلاف الأمريكي الإسرائيلى موقع واللا العبرى الذي نقل عن 4 مسؤولين أمريكيين قولهم إن بايدن ومسئولين آخرين يشعرون بإحباط يزداد بسبب أداء نتنياهو، ويرون أن نتنياهو يستغل استمرار الدعم الأمريكى المخلص والمطلق لإسرائيل في الحرب، وهذا يجعل الرئيس يفقد صبره ويقول خلف الكواليس، إن "نتنياهو جعلنا عالقين في مأزق".

ليس هذا فحسب بل قال الموقع الإسرائيلى، إن آخر محادثة هاتفية بين بايدن ونتنياهو، جرت في 23 ديسمبر الماضي، وفيها رفض طلب الرئيس الأمريكي تحرير أموال المقاصة للسلطة الفلسطينية ـ ولمح إلى أن مشكلة نتنياهو تكمن في الرضوخ لحلفائه من اليمين المتطرف خصوصاً وزير المالية سموتريتش.

وأصر نتنياهو على موقفه الرافض، عندها قال بايدن له: "هذه المحادثة انتهت"، وأغلق الخط. ومنذ ذلك اليوم لم يتحدث بايدن ونتنياهو هاتفياً، بينما قبل ذلك كانا يتحدثان بشكل شبه يومي.

وقال واللا، إن الخلاف لا يقتصر على أموال السلطة الفلسطينية بل يتعداه لمواضيع أخرى؛ فقد رفض نتنياهو بشدة الاستجابة لطلب البيت الأبيض بانتقال إسرائيل للمرحلة الثالثة من الحرب، وتقليصها بشكل حاد، وفقاً للخطة التي وضعها وزير الدفاع أوستن ورئيس الأركان براون خلال زيارتهما إسرائيل واجتماعهما مع قيادة أركان الجيش ومجلس قيادة الحرب، وفيها اتُفق بالتفصيل على تغيير اتجاهات الحرب وتقليصها، ووُضع جدول زمني لذلك.

وأضاف الموقع، أن هناك خلافاً في موضوع آخر، حيث إن المسئولين الأمريكيين يشكون من أن إسرائيل لا تفعل ما فيه الكفاية من أجل إدخال مساعدات إنسانية إلى القطاع، وأن هذا سبب آخر للإحباط في الإدارة، وفى ظل كل تلك المعطيات فإن تل أبيب فقدت البوصلة في الحرب على قطاع غزة، وأصبحت بدون استراتيجية ولا هدف، وكل يوم من المجازر يرفع من رصيدها الإجرامى على المستوى الدولى.


print