الأحد، 28 أبريل 2024 08:46 م

الرئيس والبابا.. عشر سنوات من محبة الله والوطن.. السيسى أول رئيس يحضر احتفال الأقباط بعيد الميلاد ويحرص على تهنئتهم بالكاتدرائية.. والبابا تواضروس: قيادة حكيمة صاحبة إنجازات عظيمة فى بناء وطن قوى

الرئيس والبابا.. عشر سنوات من محبة الله والوطن.. السيسى أول رئيس يحضر احتفال الأقباط بعيد الميلاد ويحرص على تهنئتهم بالكاتدرائية.. والبابا تواضروس: قيادة حكيمة صاحبة إنجازات عظيمة فى بناء وطن قوى الرئيس السيسي و البابا تواضروس
الخميس، 04 يناير 2024 12:00 م
كتب محمد الجالى
«أنتم ما تعرفوش حجم التقدير والاحترام اللى بكنّه لقداسة البابا تواضروس.. خلوا بالكم الرجال بتُوزن فى المواقف والظروف الصعبة، وبقول لكم خلوا بالكم منه».. بهذه الكلمات الصادقة لخّص الرئيس السيسى علاقته بالبابا، خلال احتفالات عيد الميلاد فى يناير 2022 بكاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة.
 
السيسى
 
الاهتمام الرئاسى والحرص الدائم على حضور القداس وتهنئة الأقباط، يعكس جهود الدولة لترسيخ المواطنة والحقوق المتساوية، وبجانبها المودة والتقدير من الرئيس للبطريرك، انطلاقا من إنسانيته ومواقفه الوطنية، فقد جرى تجليسه فى واحدة من أصعب فترات مصر، بعد ثورة 2011 وفى ظل حكم جماعة الإخوان الإرهابية، فخرج بعد يومين من توليه المنصب مُعترضا على مسودة دستور 2012، ومشددا على أن «الدستور يجب أن يكون شاملاً ومعبرا عن كل المصريين»، وهو صاحب التصريح البارز بأن الكنيسة ليست حزبا ولا دخل لها بالسياسة؛ لكنها مؤسسة وطنية لا تنفصل عن الوطن فى أى وقت عصيب.
 
وفى فترة استهداف الكنائس بالحرق والهدم، واعتداء الإخوان على كاتدرائية العباسية، وجرائمهم التى طالت أكثر من 65 كنيسة فى 15 محافظة، فضلا على محاولات زرع الفتنة الطائفية، ردًا على ثورة 30 يونيو 2013 التى أطاحت بحكم الجماعة، كان رد البابا تواضروس على تلك الأحداث ليُؤكد حكمة الرجل ووطنيته التى لا يُمكن المزايدة عليها، فقال: «إن أحرقوا كنائسنا سنُصلّى فى المساجد، وإن أحرقوا المساجد سنُصلّى فى الشوارع»، ثم أردف بعبارته التاريخية: «وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن».
 
ومنذ توليه المسؤولية، اعتاد الرئيس السيسى حضور قداس عيد الميلاد لتهنئة الأقباط، ففى أول زيارة من نوعها فاجأ الرئيس الأقباط خلال يناير 2015، بزيارة مقر الكاتدرائية بالعباسية، وألقى كلمة قصيرة هنأهم فيها بالعيد، وأكد مبادئ الوحدة الوطنية، وكان الحضور الأول من نوعه لرئيس مصرى للقداس؛ إذ اعتاد الرؤساء سابقا إيفاد مندوبين عنهم.
 
وقال الرئيس فى أول كلمة بالكاتدرائية: «كان ضرورى أجيلكم عشان أقول لكم كل سنة وانتم طيبين.. وأرجو ما أكونش قطعت عليكم الصلوات». وعندما فكرت الدولة فى إنشاء عاصمة جديدة لمصر، بدأت من البُعد الروحى فأنشأت مسجدا كبيرا «الفتاح العليم»، وكنيسة هى الأكبر بالشرق الأوسط «كاتدرائية ميلاد المسيح»، وافتتحهما الرئيس فى يوم واحد، تأكيدا لقيم الوحدة الوطنية الراسخة ومفهومها الحقيقى الذى ينعكس على ترابط المصريين عبر التاريخ، والذى عملت الدولة فى ولاية الرئيس السيسى على ترسيخها بدرجة أكبر.
 
الرئيس-السيسي-فى-القداس-6-1-2023-(14)
 
للجمهورية المصرية علاقة ثرية مع الكنيسة، ربما تجلّت قوتها عام 1965 عندما وضع الرئيس جمال عبدالناصر حجر الأساس للكاتدرائية المرقسية بالعباسية، يُرافقه البابا كيرلس السادس، ثم افتتحها عام 1968، ومن وقتها لم يشهد القداس حضور أى رئيس.
 
وفى عهد السادات وقع صدام مع البابا شنودة، عقب حادث الخانكة 1972، حينما أُحرقت جمعية الكتاب المقدس، على خلفية أداء طقوس دينية فيها تمهيدا لتحويلها إلى كنيسة، وفى وهج الأحداث أمر البابا بتنظيم مسيرة لمقر الجامعة ضمت قرابة ألف كاهن، وصلّوا فيها وسط حراسة أمنية؛ ورأى الرئيس فى ذلك تأليبا للأقباط، وأن البابا يقودهم كأنه زعيم سياسى لا رجل دين. ورغم ذلك زار السادات المقر البابوى فى العام التالى، والتقى البابا وأعضاء المجمع المقدس، وصلّى الظهر داخل الكنيسة، بحسب تصريحات للبابا شنودة نشرتها مجلة الكرازة.
 
وكان الرئيس مبارك صاحب قرار اعتبار 7 يناير إجازة رسمية بدءا من 2002، إلا أنه لم يحضر القداس، وكان ينيب نجله أحيانا. وفى وقت حكم الإخوان حضر رفاعة الطهطاوى رئيس ديوان رئيس الجمهورية نيابة عن الرئيس الراحل محمد مرسى.
 
وخلال نوفمبر الماضى، احتفلت الكنيسة بالذكرى الحادية عشرة لتنصيب البابا تواضروس ليكون البطريرك 118، وألقى البابا كلمة قال فيها: «نشكر الله الذى يعطينا نِعمًا جديدة كل صباح، ويبارك حياتنا بأعماله، ونشكره على السلام الذى فى بلادنا، وعلى المحبة التى تربط المصريين معًا». وأشاد بالإنجازات الجارية فى عهد الرئيس السيسى، مضيفا: «نشهد فى السنوات الأخيرة إنجازات كثيرة على أرض مصر، فى كل مكان وكل المجالات، ومن النِعم الكبيرة أن الدولة أصدرت منذ حوالى سبع سنوات قانونًا لبناء الكنائس، كان بعيدًا عن المصريين عشرات السنين، لأن مصر كانت ترتبط فى بناء الكنائس بقانون قديم جدًّا من أيام الحكم العثمانى يُسمى الخط الهمايونى، وكان يُسبب عارًا لمصر على مستوى العالم، كما يُثير مشكلات وأزمات وضيقات وفتنًا، وبعد ثورة 2013 بدأ يعتدل ميزان الحياة المصرية، وكان قرار القيادة السياسية بإصدار القانون فى سبتمبر 2016، وصار بناء الكنيسة عملًا له قانونه وفعالياته، وعملا من أعمال السيادة، وهذا أمر فى غاية الأهمية، ومنذ 2013 اهتمّت مصر والقيادة السياسية والقوات المسلحة والهيئة الهندسية والحكومة ببناء المساجد والكنائس، إسهاما فى إعداد المواطن الصالح».
 
أما علاقة المودة والتقدير بين الرئيس والبابا، فقد انعكست فى مواقف وخطابات عديدة، منها عظة البابا الأسبوعية بكنيسة القديس أبى سيفين والشهيدة دميانة بشبرا، عقب أيام قليلة من فوز الرئيس السيسى رسميا بولاية جديدة، مؤكدًا أن لدى الرئيس «أحلام وتطلعات كثيرة جدا، ولا يهدأ حتى يوم الإجازة، ينزل الشوارع ويتفقد ويرى الطرق، ويسأل المواطنين، فيقدم صورة جيدة لرئيس الجمهورية»، داعيا الله أن يعطيه الحكمة فى قيادة بلد كبير بحجم مصر.
وتوجه البابا، بالشكر لله على تمام الانتخابات الرئاسية 2024 بصورتها الجميلة؛ كما شكر الله على انتخاب الرئيس السيسى، قائلا: «يمثل القيادة المتزنة والحكيمة وصاحبة المشروعات والإنجازات العظيمة، فالرئيس السيسى يبنى دولة قوية».
 
p

 


الأكثر قراءة



print