الجمعة، 03 مايو 2024 04:19 ص

نجاح قمة القاهرة للسلام تعزيز لدور مصر التاريخى الداعم لقضية فلسطين.. حضور لافت لزعماء وقادة العالم.. إدخال المساعدات إلى غزة رغم رفض الاحتلال.. وسياسى فلسطينى: نعول على الدور المصرى لتوفير الحماية لشعبنا

نجاح قمة القاهرة للسلام تعزيز لدور مصر التاريخى الداعم لقضية فلسطين.. حضور لافت لزعماء وقادة العالم.. إدخال المساعدات إلى غزة رغم رفض الاحتلال.. وسياسى فلسطينى: نعول على الدور المصرى لتوفير الحماية لشعبنا قمة القاهرة للسلام
الأحد، 22 أكتوبر 2023 04:00 م
كتب أحمد جمعة
نجحت مصر في تنظيم قمة القاهرة للسلام التي تمثل أولي الخطوات التي تقوم بها الدولة المصرية لحشد الجهود الإقليمية والدولية للعمل على معالجة جذور الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولعل الحضور الكبير لقادة وزعماء الدول دليل واضح على أهمية الدور المحوري الذي تلعبه مصر في ملف القضية الفلسطينية.
 
وفرضت الدولة المصرية إرادتها عبر فتح معبر رفح البري بالتزامن مع عقد القمة، لإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى القطاع في ظل حالة الانهيار شبه الكامل للنظام الصحي، مع اشتداد القصف الإسرائيلي من خلال المدفعية الثقيلة أو القصف الجوي فيما يعرف بـ"الحزام الناري".
 
هذه القمة جاءت سريعة نتيجة للأحداث المتسارعة في غزة، وتعتبر رسالة واضحة على قوة الدبلوماسية المصرية لأنها عقدت مؤتمرا دوليا واستجاب لها العالم بشكل سريع جدا، وأرغمت مصر الاحتلال على إدخال المساعدات إلى اهل فلسطين ووقفت بشكل قوى أمام مخطط تهجير الفلسطينيين.
 
بدوره، أكد المحلل السياسي الفلسطيني أكرم عطا الله أن قمة القاهرة للسلام جاءت وسط حالة من الجنون الذي تقوم به إسرائيل وتغييب صوت العقل، مشيرا إلى أن القمة ترسل رسائل هامة بأن هناك مشكلة أكبر وأعمق، لافتا إلى أن السيناريو الحالي سببه الاستفزازات الإسرائيلية المستمرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
 
وأشار المحلل السياسي الفلسطيني في تصريحات لـ"اليوم السابع" إلى ان إسرائيل تسعى في هذه الفترة استعادة جزء من صورة جيشها الذي تعرض لهزيمة قاسية، مؤكدا أن دور مصر هام للغاية في استكمال التحركات الداعمة للقضية الفلسطينية منذ عام 1948، مشددا على ان مصر تمارس دورا تاريخيا يشمل ضمانة سياسية وكذلك توفير حماية للشعب الفلسطيني على مدار تاريخ القضية وهو ما يعول عليه الفلسطينيين حتى اللحظة لحمايتهم من التصعيد الإسرائيلي.
 
ولفت أكرم عطا الله أن الدور المصري ليس عابرا ولكنه تاريخيا على مدار عمر القضية الفسطينية، موضحا أن إدخال مصر للمساعدات إلى قطاع غزة رغم رفض الاحتلال لذلك هو فرض لإرادتها.
 
فيما، أشاد سفير مصر الأسبق لدى فلسطين أشرق عقل بموقف الرئيس عبد الفتاح السيسي الرافض للتهجير القسرى للفلسطينيين باعتباره تصفية للقضية الفلسطينية وضرورة الحل العادل للقضية الفلسطينية وليس على حساب مصر، مؤكدا ضرورة تحميل  الغرب والمجتمع الدولى مسئولية ما يحدث للشعب الفلسطينى فى غزة من إبادة وجرائم حرب وحصار وتجويع للفلسطينيين في غزة.
 
وأكد سفير مصر الأسبق لدى فلسطين على أن "قمة القاهرة للسلام" تؤكد للعالم أولًا ضرورة مرور المساعدات الإنسانية بطريقة مستدامة، وثانيًا وقف استهداف المدنيين، وأخيرًا بدء المفاوضات المباشرة للوصول إلى حل الدولتين على أساس المقررات الدولية.
 
وتدرك مصر طبيعة وتشابكات الملف المعقد للغاية والأسباب الحقيقية لتعثر المشهد السياسي بشكل كبير، فضلا عن امتلاكها رؤية متكاملة لكيفية التعاطي مع هذا الصراع الذي سيحدث حالة عدم استقرار في المنطقة وسيدفع نحو مصير مجهول نتيجة المواجهات المسلحة العنيفة.
 
وتعد مصر وسيط لا يمكن الاستغناء عنه للفصائل الفلسطينية التي تشدد وتؤكد على أهمية الدور المصري الداعم للفلسطينيين، وذلك لأن مصر تمتلك عدة مفاتيح للحل مع دورها الإقليمي الرائد الذي تقوم به لوقف إطلاق النار وإعلان تهدئة في غزة، والدفع نحو العودة إلى مربع الهدوء والجلوس على طاولة المفاوضات.
 
شكلت مصر محورا إقليميا ودوليا قوى لدعم رؤيتها لإدخال مساعدات الإغاثة إلى قطاع غزة بشكل كامل، واستجابة عدة دول لنداءات القاهرة التي وجهتها قبل أيام بتحركها لإدخال المساعدات وتخصيص مطار العريش الدولي كنقطة لاستقبال كافة المساعدات التي يتم تخصيصها للشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
 
وتتحرك الدولة المصرية لوضع المجتمع الدولى أمام مسئولياته من مخاطر تأزم المشهد على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، وممارسة الضغط على الجانب الإسرائيلي لوقف العدوان بشكل عاجل على أبناء الشعب الفلسطينى، والدفع نحو إقرار تهدئة كاملة والعودة إلى المسار السلمى بالتفاوض بعيدا عن لغة السلاح.
 
تحشد القاهرة الدول الغربية والإقليمية الفاعلة لدعم التحركات المصرية التى تهدف من خلالها مصر، لتوفير ممر آمن وعاجل لتقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين فى قطاع غزة، التأكيد على الرفض القاطع لأى محاولات ترمى لتصفية القضية الفلسطينية على أساس دعوات النزوح أو سياسات التهجير.

 


print