الإثنين، 20 مايو 2024 07:19 ص

تركيا تستعد لانتخابات عامة.. منافسة شرسة على مقعد الرئيس.. المعارضة تتوحد خلف مُرشح واحد.. "أوغلو" يحمل أحلام الإطاحة بـ"أردوغان" بعد عقدين من حكم أنقرة.. والأزمة الاقتصادية وكارثة الزلزال أوراق المعارضة

تركيا تستعد لانتخابات عامة.. منافسة شرسة على مقعد الرئيس.. المعارضة تتوحد خلف مُرشح واحد.. "أوغلو" يحمل أحلام الإطاحة بـ"أردوغان" بعد عقدين من حكم أنقرة.. والأزمة الاقتصادية وكارثة الزلزال أوراق المعارضة الرئيس التركى رجب طيب اردوغان
الثلاثاء، 25 أبريل 2023 12:00 ص
كتبت آمال رسلان

تعيش تركيا على وقع حملات انتخابية ساخنة بين المتنافسين على مقعد الرئيس، وصفها الراقبون بأنها الأهم والأشد منافسة فى تاريخ البلاد، فى ظل تقارب نتائج استطلاعات الرأى مع توحد قوى المعارضة للمرة الأولى خلف مرشح رئاسى واحد وإعداد قوائم مشتركة للانتخابات البرلمانية.

 

واقترب الماراثون الانتخابى فى تركيا من نهايته حيث تجرى الانتخابات العامة فى 14 مايو القادم، لاختيار نواب البرلمان والرئيس الـ12 لتركيا، فهل سيتمكن رجب طيب اردوغان من اقتناص الحكم مرة آخرى بعد فرض سيطرته على الحكم فى تركيا منذ عام 2003، قضى منها 11 عاما رئيسا للوزراء ثم انتقل لسدة الحكم فى الانتخابات الرئاسية عام 2014، أم ستشهد تركيا رئيسا جديدا.

 

ويشارك فى السباق الرئاسى 4 مرشحين هم؛ الرئيس رجب طيب أردوغان عن تحالف الشعب، وكمال كليتشدار أوغلو مرشح تحالف الأمة المعارذ، ومحرم إنجه رئيس حزب الوطن، وسنان أوغان مرشح تحالف "أتا" القومى.

 

وأعلنت الهيئة العليا للانتخابات فى تركيا أن 26 حزباً سلمت قوائمها للمشاركة فى الانتخابات البرلمانية.

 

وقدم حزب العدالة والتنمية الذى يقوده أردوغان قوائمه عبر السكرتير العام فاتح شاهين، والمسؤول عن الانتخابات على إحسان ياووز، وينافس الحزب على مقاعد البرلمان الـ600.

 

وتضمنت القوائم ترشيح 15 وزيرا من الحكومة الحالية فى مقدمة اللوائح فى أهم المدن التى تعتبر معاقل الحزب.

 

وللمرة الأولى اتفقت المعارضة التركية المكونة من ستة أحزاب على التوحد خلف مرشح واحد لمنصب الرئيس وهو كمال كيليتشدار أوغلو، قائد ثانى أكبر الأحزاب بتركيا حزب الشعب الجمهورى، المنافس الرئيسى لأردوغان فى الانتخابات المقررة فى مايو.

 

وينص الاتفاق الهادف إلى تجنب تشتيت أصوات المعارضة على ترشيح كيليتشدار أوغلو على أمل إنهاء حكم أردوغان المستمر منذ عقدين.

 

وقال كيليتشدار أوغلو "كنا سنقضى على أنفسنا لو انقسمنا". وتابع "سنعمل معا على ترسيخ قوة الأخلاق والعدالة"، مضيفا: "نحن، بصفتنا تحالف الأمة، سوف نقود تركيا على أساس التشاور والتسوية.

 

وشدد الزعيم المعارض البالغ 74 عاما والمنحدر من الأقلية العلوية، أن "القانون والعدالة سيسودان".

 

وينظر المراقبون إلى الانتخابات بأنها اختبارا حاسما لأردوغان، حيث يحتاج الرئيس البالغ 68 عاما إلى تجاوز عقبتى الأزمة الاقتصادية والزلزال المدمر فى محاولته للبقاء فى الحكم بعد أكثر من عشرين عاما فى السلطة.

 

وتعهد تكتل المعارضة بالتراجع عن كثير من سياسات أردوغان فى الاقتصاد والحقوق المدنية والشؤون الخارجية من خلال ما يعتبرها الكثيرون الانتخابات الأكثر أهمية فى تاريخ الجمهورية الممتد 100 عام.

 

وكانت آخر مرة اتحدت فيها المعارضة للإطاحة بحلفاء أردوغان فى الانتخابات البلدية فى العام 2019.

 

وتشير استطلاعات الرأى إلى أن نتائج انتخابات الرئاسية والبرلمان المقررة فى منتصف مايو ستكون متقاربة مع تقدم طفيف لكتلة المعارضة على التحالف الحاكم.

 

وبوسع كيليتشدار أوغلو، وهو موظف مدنى سابق، استغلال سنوات من التأزم الاقتصادى وارتفاع التضخم بالإضافة إلى الزلازل التى دمرت الجنوب الشهر الماضى، ما أثار انتقادات لطريقة استجابة الدولة للكارثة.

 

ولطالما اعتُبِر حزب الشعب الجمهورى مقرباً من الجيش الذى أطاح بأربع حكومات منذ عام 1960، وكان يُنظر إليه دائماً على أنه حزب متشدد فيما يتعلق بقضية الفصل بين الدين والدولة.

 

ينحدر كليجدار أوغلو من أسرة علوية، وهى أقلية مسلمة دينية فى تركيا ذات الأغلبية السنية.

 

أمضى سنوات كموظف مدنى فى المؤسسات المالية التركية واكتسب سمعة طيبة فى القضاء على الفساد بصفته مديراً لمؤسسة الضمان الاجتماعى.

 

بعد سبع سنوات من وجوده فى البرلمان، أختير للترشح لأحد أقوى المناصب وأكثرها شهرة فى تركيا، عمدة اسطنبول، وعلى الرغم من أنه خسر السباق، إلا أنه نال الثناء على حملته وأصبح المرشح الموثوق للغاية لحزب الشعب الجمهورى حيث نال 37% من الأصوات.

 

ويتمتع كليجدار أوغلو بخبرة سياسية واسعة. ونجا من سلسلة من الاعتداءات العنيفة، واكتسب سمعة أكثر السياسيين استهدافاً فى تركيا، وخلال السنوات الـ 13 التى قضاها كزعيم، عزز جاذبية حزبه و"استقطب كل أطياف البلاد" على حد تعبيره.


print