الجمعة، 10 مايو 2024 10:23 ص
محمد حلمى

محمد حلمى

عندما ضل "جون كيرى" الطريق إلى أبو تريكة

3/21/2016 2:36:16 PM
عادت التصريحات النارية مرة أخرى على لسان من يصفون أنفسهم بالمدافعين عن حقوق الإنسان، حيث خرج علينا وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، جون كيرى، ليعلن عن غضبه بشأن إعادة فتح القضية 173 لسنة 2011، المعروفة إعلاميًّا بقضية التمويل الأجنبى لمنظمات المجتمع المدنى.

غضب أمريكا من التوجه المصرى لا يمكن ربطه بأى شكل من الأشكال بحالة حقوق الإنسان بشكل عام فى مصر، ولكن يأتى فى سياق المنظمات التابعة بشكل أو بآخر لها، وبشخوص تعمل وبوضوح وفق أجندة التمويل، وليس غير ذلك.

تصريحات "كيرى" جاءت بالتزامن مع حوار الدكتور سعد الدين إبراهيم - نُشِر فى جريدة اليوم السابع أول من أمس السبت، 19 مارس – والذى يقول فيه: "سألت الأمريكان لماذا لا تطلبون منى شيئا؟ فأبلغونى بأننى أقوم بالدور من غير فلوس"، وما بين غضب جون كيرى وتباهى سعد الدين إبراهيم، يظهر الدور مدفوع الأجر مجدّدًا، والذى يؤكد صحة تحرك الدولة المصرية تجاه انتهاك سيادتها، ليس من جانب الأمريكان فحسب، بل ومن جانب شركائهم فى قارة أوروبا العجوز، وهذا لا ينفى القصور فى ملف حقوق الإنسان فى مصر، ولكن دون أن يُستخدم من الخارج فى خلخلة الوضع الداخلى.

ثورة وزير خارجية أمريكا، ومن قبله الأمين العام للأمم المتحدة "بان كى مون"، الذى طالما أعرب عن قلقه، وبطبيعة الحال الاتحاد الأوروبى بمؤسساته، وجميعهم يكون غضبهم تجاه تعامل ما من جانب الدولة مع أبنائهم من حاملى لقب "الناشط" فى مجالات حقوق الإنسان أو السياسة، أو طلب الأبناء للنجدة من الرعاة العالميين.

يجب الإشارة إلى أن التعميم فى ملف منظمات المجتمع المدنى ككل يشوبه نوع من الظلم لعدد لا بأس به من المنظمات، تعمل بشكل سليم وصحيح، وتحت سمع وبصر الدولة.

دعونا نربط بين هذا الموقف العالمى، وبين ما تعرض له لاعب النادى الأهلى السابق محمد أبو تريكة، والذى أصدر المستشار المقال بـ"زلّة لسان" قرارًا يؤيد التحفظ الذى قررته لجنة أموال الإخوان، وفى هذا الموقف أعلن قطاع عريض من الشعب التضامن معه فى أزمته، ولما لا وهو من أدخل الفرحة على قلوبهم لسنوات؟! وبالطبع لم يسع لاستجداء منظمات وشخصيات عالمية للتضامن معه، وبالطبع لم يعرفه جون كيرى، الذى لو علم حجم ما يتمتع به "تريكة" من شعبية جارفة لما تأخر فى إعلان تضامنه حتى ولو من باب التسلل لقلوب من يعشقونه.

التقى محمد أبو تريكة بأمير الكويت فى الشهر نفسه الذى أيد فيه أحمد الزند قرار التحفظ على أمواله، وكان اللقاء بسبب رفض اللاعب تقاضى 50 ألف يورو نظير مشاركته فى مباراة لنجوم العالم فى افتتاح استاد جابر الدولى.

كان من الممكن أن يطلب اللاعب من أمير الكويت الوساطة لدى الرئيس السيسى للعفو عنه فى تلك القضية وإعادة أمواله، ولكنه لم يفعل! ولم يتاجر بالموقف على صفحاته المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعى والتى يرتادها الملايين يوميًّا.
وما زال اللاعب ينتظر قرار محكمة القضاء الإدارى - المصرية وليست الأمريكية - بالفصل فى قرار التحفظ لصالحه، ويتواجد اللاعب بيننا فى مصر، لم يفكر فى الهرب وهو متخفٍّ، أو يرسل رسائل فيديو يستجدى فيها أوباما، مثلما فعل الإخوانى محمد سلطان.

ربما يري البعض أنه شتان فى المقارنة بين دعم جون كيرى وأوروبا لصبيانهم، وبين أزمة محمد أبو تريكة، ولكن فى الوقت نفسه هناك خيط رفيع يربط بين الحالتين.

print