السبت، 01 يونيو 2024 12:01 م
أحمد التايب

أحمد التايب

العيد "فرحة".. فلا تقتلوها

9/10/2016 1:01:50 AM
أصبح العيد عندنا مناسبة لاسترجاع الأحزان والتحسر على أعياد خلت، بعد تكرار سيلان الدم المصرى على قضبان ورمال أراضى المحروسة، وبعد أن أصبحت الأعياد موسما لارتفاع الأسعار والسلع، وعودة الأزمات وتفاقمها، مثل أزمة البوتاجاز، وانقطاع المياه، وبزوغ رؤوس الشياطين من الإرهاب، ليهدر الدم المصرى الطاهر على يد أنجاس، لا يعرفون للخير طريق، ولا للفرح سبيل، لكن ما يزعجنا أن نجد حكومة تشارك هؤلاء الأشرار فى قتل فرحتنا، وبترها من قلوب أطفالنا وشيوخنا، بتعمدها تكرار تلك الأزمات فى الأعياد، وعدم مواجهة تلك الأزمات قبل الأعياد، وكأنها تريد أن تقول لنا، أنا وهؤلاء نريد إفساد بهجتكم وسعادتكم.

فبدلا أن يكون العيد شعيرة إسلامية ودينية تتجلى فيها مظاهر العبودية لله، وتظهر فيها معانٍ اجتماعية وإنسانية ونفسية، تتصافح فيها الأيادى، وتتألف القلوب وتتفادى الأرواح، وتتعانق الرءوس، وتتزاور الأرحام، تتجلى فيها، مظاهر البؤس والاكتئاب، والحزن والهم، والغضب والمقت، بمثل هذه الأزمات وتكرارها، والحوادث التى أصبحت تعرفنا ونعرفها فى أفراحنا وأعيادنا.

العيد فرحة لا تقتلوها.. فلا يجوز أن يكون يوم العيد يوم حزن أو هم بالبكاء والندب على الراحلين، ولا يجوز أيضا أن تُشرع الأعياد لتكون مناسبات فارغة المحتوى والمضمون من الدلالات الأخلاقية والإنسانية ليكون العيد موسماً للمباراة فى مظاهر السفه والترف، وإنفاق المال فى غير موضعه، لكن من المفترض أن تتجلى فى العيد السلوكيات الطيبة والأخلاق الحميدة، فيسارع الناس إلى تبادل التهانى بقدوم العيد، ويتصالح المتخاصمون، وتنعقد مجالس الحب والتراحم والمودة، وتزول الأحقاد من النفوس، فتتجدّد العلاقات الإنسانية، وتقوى الروابط الاجتماعية، وتنمو القيم الأخلاقية، وتعلو قيمة التآخى والتعاون والبذل والعطاء، والجود والكرم، والتراحم والتعاطف، لتعم فى النهاية فرحتنا بعيدنا.

print